في خضم مدخل التنمية المهنية للمعلم، وما انبثق عنها من اتجاهات معاصرة و توجُّهات فلسفية و نماذج تنظيرية، أضحت من أهم مقومات تطوير كفايات المعلمين و تنميتها.
و في تيار الثورة المعرفية و التقنية و مجتمعات المعرفة، أصبحت التنمية المهنية صمام الأمان الذي يضمن رفع مستوى أداء المعلمين و تنمية اتجاهاتهم الايجابية نحو التخصص و تنمية مهاراتهم الأدائية و ممارساتهم التدريسية، لترتقي لمستويات الإبداع و التميز، و مجاراة ما أفرزه القرن الحادي والعشرين من مهارات، و متابعة المستجدات العلمية و التقنية و البحثية.
و على قدر ما صنفه التربويون من كفايات و ممارسات تعنى بتطوير الجانب الأدائي والمهني والعلمي للمعلم، إلا أن النظريات البنائية المعرفية جعلتنا نتفق على أن الإنسان لا يتعلم من كونه مستقبلاً للمعرفة فقط، و إنما يتعلم و يعيد تشكيل بنيته المعرفية من التفاعل مع المعرفة عندما ينخرط و ينهمك و يتعايش في مهام حقيقية تتطلب منه الحصول ذاتياً على المعرفة و توظيفها لحل المشكلات والقضايا العلمية التي تواجهه. و هذا المبدأ و التوجه يمكن المتعلم من بناء معارفه و صقل مهاراته بأسلوبه الخاص، وبالتالي تشكيل بنيته المعرفية كلما انخرط بدافع ذاتي في خبرة حياتية.
و من هذه الافتراضات التي فرضتها النظرية البنائية بجميع نماذجها و أفكارها، اكتست مداخل التنمية المهنية و التطوير المهني جلباباً جديداً ينسج من ممارسات التطوير المهني نماذج عملية و تصاميم عصرية، تنضوي على مشاركة المعلمين في فرق تعلم نشطة داخل المدرسة و خارجها من أجل تحسين خطط دروسهم و تنفيذها و ملاحظة مخرجاتها على تعلم طلابهم. و هذا المدخل والتوجه الجديد أطلق عليه مؤخراً ( بحث الدرس أو الدرس المبحوث).
ولعلنا نتساءل هنا: ماهو الدرس المبحوث ؟!! و ما أهميته ؟!! وكيف يمكننا تطبيقه في غرفة الصف بشكل إجرائي و عملي؟!!
إن الدرس المبحوث أو بحث الدرس (Lesson Study) هو بحث إجرائي تشاركي يقوم في الأصل على قاعدة التأمل في الممارسات التدريسية، و يضطلع به مجموعة من المعلمين الخبراء و ينضوي على بؤرة أو مشكلة تعليمية أو تعلمية معينة، ويتطلب هذا البحث التشاركي وضع خطة عمل (Action plan) وتكون قصيرة أو طويلة المدى لتحقيق أهداف رئيسة، ومنها تحسين عملية التدريس و التعلم و تدارس الأنشطة التي يقترحها الفريق لمراعاة أنماط تعلم الطلبة و ذكاءاتهم المتعددة، وكذلك التغذية الراجعة و التقويم المستمر لكل مرحلة من مراحل الدرس المبحوث.
و من هنا نخلص إلى أن بحث الدرس ينبع من مشكلات المعلم التي يحددها و يستشعر وجودها و يتلمس الحاجة لحلها، فيحددها و يبحث مع زملائه في حلها و يطرح الحلول و الإجراءات لفهم المشكلة مسترشداً بما يحصل في الصف، و الخروج بعدها لأفق أوسع و منظور أشمل و رؤية أعم. وهنا نؤكد على أن التأمل يصاحب و يوازي جميع الممارسات و الخطوات التي يتبعها المعلم في ممارساته التدريسية وبحث درسه.
و تأسيساً على هذا الوصف الاجرائي للدرس المبحوث، نضع أيدينا على أهمية إرساء جذوره في التنمية المهنية المستدامة لكل معلم، كونه يخلق باحثين من معلمين ينخرطون في المهنة ويسعون لتأسيس تعلم نوعي مهني يركز على مخرجات التعلم في مجتمع المعرفة.
كما يقدم بحث الدرس سياقاً لفحص المحتوى، وذلك من خلال تعميق المعلمين لفهمهم الخاص حول مدى الارتباطات بين المواضيع في الدروس، مثلاً ترابط مفهوم الطاقة والشغل في صفوف المرحلة الابتدائية وعلاقتها ببعضها، ومدى العمق المعرفي بينهما، ويأخذ المعلمون وقتاً فيما بينهم لتفحص و تأمل المناهج وطرق التدريس المناسبة من خلال الاستقصاء و المناقشة و البحث.
وتمر دورة بحث الدرس بعدد من المراحل والمحطات الأساسية يكون محورها ومحركها ومرتكزها هو التأمل والتقويم.
وفيما يلي شكل يوضح مراحل دورة بحث الدرس:
و في تيار الثورة المعرفية و التقنية و مجتمعات المعرفة، أصبحت التنمية المهنية صمام الأمان الذي يضمن رفع مستوى أداء المعلمين و تنمية اتجاهاتهم الايجابية نحو التخصص و تنمية مهاراتهم الأدائية و ممارساتهم التدريسية، لترتقي لمستويات الإبداع و التميز، و مجاراة ما أفرزه القرن الحادي والعشرين من مهارات، و متابعة المستجدات العلمية و التقنية و البحثية.
و على قدر ما صنفه التربويون من كفايات و ممارسات تعنى بتطوير الجانب الأدائي والمهني والعلمي للمعلم، إلا أن النظريات البنائية المعرفية جعلتنا نتفق على أن الإنسان لا يتعلم من كونه مستقبلاً للمعرفة فقط، و إنما يتعلم و يعيد تشكيل بنيته المعرفية من التفاعل مع المعرفة عندما ينخرط و ينهمك و يتعايش في مهام حقيقية تتطلب منه الحصول ذاتياً على المعرفة و توظيفها لحل المشكلات والقضايا العلمية التي تواجهه. و هذا المبدأ و التوجه يمكن المتعلم من بناء معارفه و صقل مهاراته بأسلوبه الخاص، وبالتالي تشكيل بنيته المعرفية كلما انخرط بدافع ذاتي في خبرة حياتية.
و من هذه الافتراضات التي فرضتها النظرية البنائية بجميع نماذجها و أفكارها، اكتست مداخل التنمية المهنية و التطوير المهني جلباباً جديداً ينسج من ممارسات التطوير المهني نماذج عملية و تصاميم عصرية، تنضوي على مشاركة المعلمين في فرق تعلم نشطة داخل المدرسة و خارجها من أجل تحسين خطط دروسهم و تنفيذها و ملاحظة مخرجاتها على تعلم طلابهم. و هذا المدخل والتوجه الجديد أطلق عليه مؤخراً ( بحث الدرس أو الدرس المبحوث).
ولعلنا نتساءل هنا: ماهو الدرس المبحوث ؟!! و ما أهميته ؟!! وكيف يمكننا تطبيقه في غرفة الصف بشكل إجرائي و عملي؟!!
إن الدرس المبحوث أو بحث الدرس (Lesson Study) هو بحث إجرائي تشاركي يقوم في الأصل على قاعدة التأمل في الممارسات التدريسية، و يضطلع به مجموعة من المعلمين الخبراء و ينضوي على بؤرة أو مشكلة تعليمية أو تعلمية معينة، ويتطلب هذا البحث التشاركي وضع خطة عمل (Action plan) وتكون قصيرة أو طويلة المدى لتحقيق أهداف رئيسة، ومنها تحسين عملية التدريس و التعلم و تدارس الأنشطة التي يقترحها الفريق لمراعاة أنماط تعلم الطلبة و ذكاءاتهم المتعددة، وكذلك التغذية الراجعة و التقويم المستمر لكل مرحلة من مراحل الدرس المبحوث.
و من هنا نخلص إلى أن بحث الدرس ينبع من مشكلات المعلم التي يحددها و يستشعر وجودها و يتلمس الحاجة لحلها، فيحددها و يبحث مع زملائه في حلها و يطرح الحلول و الإجراءات لفهم المشكلة مسترشداً بما يحصل في الصف، و الخروج بعدها لأفق أوسع و منظور أشمل و رؤية أعم. وهنا نؤكد على أن التأمل يصاحب و يوازي جميع الممارسات و الخطوات التي يتبعها المعلم في ممارساته التدريسية وبحث درسه.
و تأسيساً على هذا الوصف الاجرائي للدرس المبحوث، نضع أيدينا على أهمية إرساء جذوره في التنمية المهنية المستدامة لكل معلم، كونه يخلق باحثين من معلمين ينخرطون في المهنة ويسعون لتأسيس تعلم نوعي مهني يركز على مخرجات التعلم في مجتمع المعرفة.
كما يقدم بحث الدرس سياقاً لفحص المحتوى، وذلك من خلال تعميق المعلمين لفهمهم الخاص حول مدى الارتباطات بين المواضيع في الدروس، مثلاً ترابط مفهوم الطاقة والشغل في صفوف المرحلة الابتدائية وعلاقتها ببعضها، ومدى العمق المعرفي بينهما، ويأخذ المعلمون وقتاً فيما بينهم لتفحص و تأمل المناهج وطرق التدريس المناسبة من خلال الاستقصاء و المناقشة و البحث.
وتمر دورة بحث الدرس بعدد من المراحل والمحطات الأساسية يكون محورها ومحركها ومرتكزها هو التأمل والتقويم.
وفيما يلي شكل يوضح مراحل دورة بحث الدرس:
وأخيراً لعلنا ندرك أن بحث الدرس ليس الهدف منه هو إتقان خطط الدروس بحيث تكون نموذجية، بل الهدف الأساسي هو ابتكار نظام تعلم يمكن المعلمين من تعلم نوعي فعال ضمن فريق من الزملاء و تبادل الخبرات و إثراؤها.