عن الوديعة البنكية الإجبارية للقبول في المدارس:
= استقبلت شكاوى بالجملة من أولياء أمور في المدارس القومية، بيتم إجبارهم على دفع حاجة اسمها "صك"، في البنك، بآلاف الجنيهات، مقابل إن الطفل يتقبل في المدرسة، طب إيه الصك ده لأني أعرف إنه خاصة بأضحية العيد، زي صك الأضحية كده، لكن اكتشفت إنه صك إجباري لازم ولي الأمر يروح يدفعه في البنك كوديعة باسم الطفل علشان يتقبل في المدرسة.
= طب ده ليه علاقة بالمصروفات؟.. للأسف لأ.. حضرتك كولي أمر، تروح تدفع الوديعة البنكية بخمسة أو عشر آلاف جنيه، حسب مزاج المدرسة، وتجيب وصل إنك دفعت الوديعة، وبعدين بعد ابنك ما يتقبل، تيجي تدفع المصاريف المدرسية اللي غالبا مش أقل من 12 ألف جنيه، مع العلم إن المدارس دي المفروض إن قومية، يعني تتبع وزارة التعليم، مش مدارس خاصة.
= اكتشفت إن الصكوك، أو الودائع البنكية دي، طالع بيها قرار وزاري من 11 سنة، لكن كان فيه مدارس مش بتطبقه، لكن السنادي بقى قرروا إنهم يطبقوه في وسط الظروف الصعبة وحالة الغلاء اللي الكل بيعاني منها، والناس ماشية بالعافية، فتيجي تقول روح ادفع وديعة بعشرة آلاف جنيه، وهات المصاريف وانت جاي.
= يعني ولية أمر بتكلمني، رايحة تقدم في مدرسة فيكتوريا بالمعادي، وعندها طفلين توءم، المفروض تدفع لهم 20 ألف جنيه وديعة بنكية، ملهمش علاقة بالمصروفات، ومديرة المدرسة تقولها: لو مش عاجبك تدفعي الوديعة متقدميش في المدرسة.
= السيد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أنا عارف إن سيادتك مش اللي أصدرت القرار الوزاري الغريب ده، وعارف إنه صادر من 11 سنة وكان تقريبا متجمد مش بيطبق، ولكن: من صلاحيات حضرتك إنك تعدله، أو تجمد تطبيقه، أو تحط مبلغ بسيط جدا يتناسب مع ظروف الأهالي.. الناس حرفيا ظروفها بالغة الصعوبة.. الناس عايزة تعمل لولادها كل حاجة لكن ما باليد حيلة.. الناس بتحط كل استثمارها في تعليم ولادها، فساعدوهم يكملوا رسالتهم.
= السيد وزير التعليم، المدرسة حقها في المصاريف، لكن الإجبار على وديعة بنكية بدون معنى ولا سبب، في ظروف بالغة القسوة، قمة الظلم، وقمة التعسف، وبقول تاني، حضرتك مش اللي أصدرت القرار، وكانوا حطينه في الدرج، لكن لما طلع من الدرج، طلع في ظروف وحشة على الكل.. علشان كده بوصل لحضرتك صوت الناس دي، بكل أمانة وتجرد لاتخاذ قرار إنساني، قبل أي شيء آخر.
احمد حافظ
صحفي بالاهرام