حديث خرافة يا أم عمرو

لماذا تظل منظومة التعليم فى انحدار رغم كل الصراخ والعويل ؟؟!
لأن أي نظام تعليمى ناجح يجعل من الطالب حجرا للزاوية ، وكل مدخلات العملية التعليمية تدور فى فلكه لخدمته من منهج ومدرسة وإدارة ومعلم وامتحان ...... إلخ إلخ.
فإذا فشل الطالب فشلت كل المنظومة التربوية التى وضعت له والحل لا يكون بتغيير الطالب بل بمعالجة أجزاء المنظومة وتعديلها بما يتفق مع تربية وتعليم الطالب .

نحن لا ولن نخترع العجلة من جديد ؛ فالعالم كله يعتبر ما ذكرته سابقا من المسلمات وقلما تجد نظاما فى العالم يصف الطالب ( الإنسان ) بالفشل ويحطمه ويقضي عليه ، فبالله إذا حطمنا أهم عنصر فما فائدة بقية العناصر ؟؟!! ماذا ستفعل ؟؟ وما دورها فى غياب الطالب ؟؟!!
ماذا لو رأيت جمهرة من الطلاب يضجون بالشكوي آناء الليل وأطراف النهار ؟؟ أليس من الأولى أن نستمع إليهم قليلا ؟؟ أن نعالج ما يمكن علاجه على الأقل ؟؟
بينما التعليم فى معظم دول العالم يمثل متعة البحث والاستكشاف والمغامرة وإجراء التجارب ويكاد الطفل لا يريد العودة إلى منزله حبا وشغفا بالدراسة نجد التعليم لدينا على النقيض تماما فقد يتخرج الطالب من المواد العلمية وقلما أجري تجربة ولو فاشلة بنفسه ، والطفل فى المراحل الأولى يقيد بالسلاسل فى مقعده الخشبى لساعات طوال تكاد تقصم ظهره وهو فى ذروة مرحلة اللعب والحركة والاستكشاف فكان من الطبيعى أن يكره المدرسة والتعليم ويجبر قسرا على الذهاب إليها وما يلبث فيها قليلا حتى يتسرب منها إلى الخارج وهكذا دواليك .
أدعو إلى عقد مؤتمر قومي للتعليم تطرح فيه رؤي الأساتذة الكبار وتناقش فيه الآراء لتغيير وتعديل منظومة التعليم الحالية فليس بالامتحانات وحدها - وإن نجحت فما بالك وهى قمة الفشل - ينجح التعليم .
دمتم بخير
ياسر كمال صديق