مراجعة المصدر الصناعي نحو 2 ثانوي
ملخص المصدر الصناعي نحو 2 ثانوي (انفوجراف) م الحسيني عبد المجيدالمصدر الصناعي
هو اسم زِيد في آخِره ياءٌ مشدَّدة وتاء تأنيث، للدلالة بهذه الصياغة الصناعية على معنى المصدر.
ومثال ذلك قولنا:
ما أجمل أن يتحلَّى المرء بالجِدِّيَّة في العمل، وأن يتخلَّى عن الهزلِيَّة والسطحِيَّة!
إذا تأمَّلنا الكلمات «الجِدِّيَّة، والهزلِيَّة، والسطحِيَّة»، نجد أنها مصادر صناعية؛ أيْ صُنعت من الكلمات «الجِدِّ، الهَزْل، السَّطْح»؛ حيث أُضيفت إليها الياء المشدَّدة مع تاء التأنيث؛ لتدلَّ بهذه الصياغة على معنى المصدر الأصلي.
ولبيان ما سبق بصورة أفضل نقول على سبيل المثال: «الوطن»، هذا الاسم لا يدلُّ على أكثر من معنى «مكان الإنسان ومقرِّه»، ولكن بعد صوغ المصدر الصناعي منه بزيادة الياء المشدَّدة والتاء صار «الوطنية»؛ ليدلّ بذلك على معاني حُب الوطن والإخلاص والتَّضحية من أجله وبذل الغالي والنفيس في سبيله، وغير ذلك من المعاني التي لم تكن موجودة في الاسم المصوغ منه المصدر الصناعي.
صَوغُ المصدر الصناعي
يُصاغ المصدر الصناعي من الأسماء الجامدة أو المشتقة؛ وذلك بزيادة ياء مشدَّدة، وتاء تأنيث، ولا فرق في ذلك بين الجامد والمُشتق.
ومِنَ أمثلته ما يُصاغ من:
الاسم الجامد: «وطنِيَّة» مِن وَطَن، و«إنسانِيَّة» من إنسان، و«بشرِيَّة» من بَشَر.
اسم الفاعل: «جاهلِيَّة» من جاهِل، و«فاعلِيَّة» من فاعِل، و«حالِّيَّة» من حالٍّ.
اسم المفعول: «محسوبِيَّة» من مَحسوب، و«موضوعِيَّة» من موضوع، و«مَسئولِيَّة» مِن مَسئول.
اسم التفضيل: «أفضلِيَّة» من أفضل، و«أسبقِيَّة» من أسبق، و«أحقِّيَّة» من أحَقَّ.
المصدر الأصلي: «علمِيَّة» من عِلْم، «إنتاجِيَّة» من إنتاج، و«اتِّكالِيَّة» من اتِّكال، و«استنتاجِيَّة» من استنتاج.
المصدر الميمي: «مَرجِعِيَّة» من مَرجِع، و«مَنطقِيَّة» من مَنطِق، و«مَذهَبِيَّة» من مَذهَب.
الاسم الأعجمي: «دكتاتورِيَّة» من دكتاتور.
الضمير: «هُوِيَّة» من هُوَ، و«أنانِيَّة» من أنا.
اسم الاستفهام: «كَمِّيَّة» من كَمْ، و«كيفِيَّة» من كَيْف، و«ماهِيَّة» من ما هي.
الظرف: «سُفلِيَّة» من أسفل، و«خَلفِيَّة» من خَلْف، و«مَعِيَّة» من مَع.
الأعداد: «ثُلاثِيَّة» من ثُلاثَ، و«رُباعِيَّة» من رُباعَ، و«خمسينِيَّة» من خمسين.
الاسم المركَّب: «رأسمالية» من رأس ومال، «برمائية» من بَر وماء.
وقد يأتي المصدر الصناعي مسبوقًا بـ «لا»، مثل: اللَّاشعورية، واللَّاإنسانية.
عرفنا كيف يُصاغ المصدر الصناعي، ولكنْ قبل التطبيق على ذلك ينبغي أن نتعرَّف كيف نُميِّز المصدر الصناعي. فهيَّا بنا!
قد تنتهي الكلمة بياء مشدَّدة وتاء تأنيث، ولكن لا تكون مصدرًا صناعيًّا، وإنما تكون اسمًا منسوبًا. والاسم المنسوب هو «اسم زِيد في آخِره ياء مشدَّدة مكسور ما قبلها»، وتلحق به تاء التأنيث إن كان مؤنثًا، كـ «عربيٍّ، وعربِيَّة»؛ أيْ يُنسَب أو تُنسَب إلى العرب، أو «مِصرِيٍّ، ومِصرِيَّة»؛ أيْ يُنسَب أو تُنسَب إلى مِصر.
فإذا وقعت هذه الكلمة نعتًا، أو معطوفًا على نعت، أو سُمِّي بها؛ فإنها اسم منسوب، وإن كانت غير ذلك فإنها مصدر صناعي.
ومما يميِّز المصدر الصناعي أنه يتجرَّد للدلالة على معنى المصدر، وهو في هذا غير الاسم المنسوب، مثل: «الحركة الفكرية - النهضة العلمية - الثورة الصناعية»؛ فهذه صفات وليست مصادر صناعية.
وبالمثال يتَّضِح ما نقول.
ينبغي أن ننمِّي الوطنية في نفوس أبنائنا.
الدول المتقدِّمة تعمل على تشجيع الصناعات الوطنية.
تناقش الحكومة الأهداف القومية والوطنية.
الوطنية إحدى دور نشر الكتب وتوزيعها.
إذا لاحَظنا كلمة «الوطنِيَّة» في الجمل السابقة فسنجد أنها انتهت بياء مشدَّدة وتاء تأنيث، ولكنها جاءت مصدرًا صناعيًّا في المثال الأول فقط؛ لأنها دلَّت على معنى المصدر، وهو «حب الوطن»، ولم تقع نعتًا، ولم تُعطف على نعت، ولم يُسمَّ بها، أمَّا في بقية الأمثلة فقد وردت صفة دالة على نَسَب؛ ففي المثال الثاني وقعت نعتًا، وفي المثال الثالث وقعت معطوفًا على نعت، وفي المثال الرابع سُمِّي بها؛ فجاءت اسمًا لدار أو مؤسَّسة نشر.
للمزيد |