مدرس اون لايندخول

ملخص أفعال المقاربة والرجاء والشروع

أفعال المقاربة والرجاء والشروع :

هي : كاد وأخواتها من الأفعال الناقصة ، التي تعمل عمل كان ، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .
أقسامها : تنقسم كاد وأخواتها ثلاثة أقسام .

الأول : ما دل على المقاربة ، وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب .
وهذه الأفعال سميت بأفعال المقاربة ؛ لأنها تدل على قرب وقوع الخبر ، نحو : كاد الوقت يقطعنا . وأوشك الماء أن ينفدَ . وكرب المطر يهطل .

الثاني : ما دل على الرجاء ، وهي : عسى ، وحرى ، واخلولق .
وسميت بأفعال الرجاء لأنها تفيد تمني وقوع الخبر ، نحو قوله تعالى : { عسى ربُّكم أن يرحمكم } ، وقوله تعالى { عسى اللهُ أن يأتي بالفتح } . ومنه قول هدبة بن خشرم :
عسى الكربُ الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو : حرى المسافر أن يعودَ ، ونحو : اخلولق المهمل أن يجتهدَ .

الثالث : ما دلَّ على الشروع ، وهي : جعل ، وأخذ ، وأنشأ ، وشرع ، وطفِق ، وعلِق ، وهبَّ ، وبدأ ، وابتدأ ، وقام ، وانبرى . وتدل هذه الأفعال على البدء في الخبر " العمل " . ويلحق بها كل فعل تضمن معناها ، ودل على البدء في العمل ، ولا يرفع فاعلا . نحو : شرع المهندسون يخططون الملعب ، وأخذ العمال يضعون حجر الأساس . ونحو : بدأ الناس يتسابقون في الاحتفال به ، وجعل اللاعبون يتدربون بنشاط .

أحكامها : ينطبق على كاد وأخواتها ما ينطبق على كان وأخواتها من أحكام .

خبر كاد وأخواتها :
يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها ؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها ، وبعضها يقترن ب(أن) المصدرية ، وبعضها يمتنع اقترانه ، وسنوضح ذلك في موضعه .

تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها ب(أن) إلى ثلاثة أقسام : ـ

1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا ، وهي : حرى ، واخلولق ، نحو : حرى المسافرُ أن يعودَ ، واخلولق المطرُ أن يسقطَ .

2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن " . وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب ، وعسى .
فعسى وأوشك الغالب في أخبارها الاقتران بـ (أن)، نحو قوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } . ونحو : أوشك الغيمُ أن ينقشعَ .
ومنه قول الشاعر :
ولو سئل الناسُ التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يمَلُّوا ويمنعوا
ويقل تجرد خبرها من " أن " . نحو : عسى فرج يأتي به الله .
ومنه قول هدبة بن الخشرم :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو : أوشك المتسابق يفوز .

أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن " ، نحو : كاد اللاعب يسقط على الأرض . ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم } . وقوله تعالى : { وكادوا يقتلونني } .
ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل ، قول أبي زيد الطائي :
كادت النفسُ أن تفيضَ عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
ومثال عدم اقتران خبر كرب ب(أن): كرب الوقتُ ينصرمُ . ومنه قول الشاعر :
كرب القلبُ من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
ومثال اقتران خبرها ب(أن) وهو قليل قولهم : " كرب الفقر أن يكون كفرا " .
ومنه قول الشاعر :
سقاها ذوو الأحلام سَجلا على الظما وقد كربت أعناقُها أن تقطَّعا

3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن " :
تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع من الاقتران ب(أن) ، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و " أن " للاستقبال ، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها .
ما يتصرف من هذه الأفعال وما لا يتصرف:
من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف ، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا : كاد وأوشك . فأنهما يتصرفان ، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة ، وكذلك المضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول والمصدر .

مثال الماضي من كاد قوله تعالى : { كاد ليضلنا عن آلهتنا } .
والمضارع قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم } .
ومنه قول أبي يزيد الأسلمي :
سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس
واسم الفاعل : كائد ، كقول الشاعر :
أموت أسىً يوم الرجامِ وإنني يقينا لرهنٌ بالذي أنا كائد
واسم المفعول والمصدر منها : مكود ، وكودا ، ومكادا ، ومكادة ، وكيدا .
وأوشك المضارع منها : يوشك ، كقول أمية بن الصلت :
يوشك مَنْ فرَّ من منيتِه في بعض غِرَّاته يوافقُها
والمصدر : موشك ، كقول كثير عزة :
فإنك موشكٌ ألَّا تراها وتعدو دونَ غاضرةَ العوادي
أما المصدر ، واسم المفعول فهما : إيشاك ، ومُوشَك ، بضم الميم ، وفتح الشين ، واسم الفعل وشكان مثل سرعان ، وقليل استعمال هذه المشتقات ، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو ، ومعاجم اللغة ، ماعدا اسم الفعل ، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا .

خصائص عسى واخلولق وأوشك :
تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي :

1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل ، ويكون المصدر هو الفاعل .
نحو : عسى أن تحضر الليلة . واخلولق أن تشارك في الحفل ، وأوشك أن نسافر .
ومنه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو
شرٌّ لكم } . وقوله تعالى : { عسى أن يكون قريبا } . وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } .

2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم ، وكانت مسندة إليه في المعنى ، نحو : الطالب عسى أن يتفوق ، والمريض أوشك أن يشفى .
توجيه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن ، والثاني أحسن :

أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو : أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا ، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة ، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها ، ويظهر الضمير في التثنية ، والجمع ، والتأنيث ، نحو : الطالبان عسيا أن يتفوقا ، والمسافرون أوشكوا أن يعودوا ، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى ، والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض .

ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن ، والأفصح ، والأقوى هو : أن تخلو هذه الأفعال من الضمير المستتر ، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها ، فتكون تامة ، والمصدر
المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل ، وبه نزل القرآن الكريم ، نحو قوله تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيرًا منهن } . ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير .
نحو : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكنَّ .

3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى ، وأوشك ، واخلولق ، وكان في موقع الفاعل ، نحو : عسى أن يغفر لي ربي ، وأوشك أن يشفى المريض ،
واخلولق أن يثمر العمل ؛ صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي :

أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله ، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى .

ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى ، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها .

ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخرا ، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أ ناقصة كانت " عسى " أم تامة .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب ، نحو عساه يعود ، وعساك تفوز ، بقيت على عملها في رفع الاسم ونصب الخبر ، غير أن الأحسن أن تكون في هذا الموقع حرفا مشبها بالفعل تفيد الترجي كـ " لعل " ، ويعرب الضمير اسما لها في محل نصب ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، ومن قال بعملها على بابها جعل الضمير المتصل بها في محل نصب خبرها ، والمصدر في محل رفع اسمها بعكس الإسناد . ويرى بعض النحويين أن الضمائر أسماؤها من باب إنابة ضمير النصب عن ضمير الرفع ، والمصدر خبرها ، وفي هذا كثير تكلف .

2 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير رفع للمتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائبات ، نحو : عسيتُ ، وعسيتَ ، وعسين ، وعسيتم ؛ جاز في سينها الفتح والكسر، والفتح أشهر .
وقد قرئت الآيات الآتية بالفتح والكسر : قال تعالى : { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا } . وقوله تعالى : { هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض } .

3 ـ يمتنع أن يعرب الاسم الظاهر في مثل قولنا : أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة ، أو عسى أن يكافئ المعلم الفائز ، يمتنع أن يعرب مبتدأ مؤخرا ، أو اسما ل(عسى) ، لئلا يفصل بين صلة " أن " وهما الفعل " يتأخر ، ويكافئ " وبين معموليها وهما في الجملة الأولى الجار والمجرور" عن المدرسة " ، وفي الجملة الثانية المفعول به " الفائز " ، بأجنبي وهو " محمد " في الجملة الأولى ، و " المعلم " في الجملة الثانية .

4 ـ قال بعض النحويين بحرفية " عسى " ، ذلك لجمودها ، وعدم تصرفها من جهة ، ولدلالتها من جهة أخرى . فأما من حيث الجمود ، فلا يؤخذ منها إلا صيغة الماضي ، وليس لها مضارع ، أو أمر ، أو اسم فاعل ، وغيره من المشتقات ، وأما الدلالة فقالوا : إنها بمعنى " لعل " ، ودليلهم على ذلك اتصالها بضمائر النصب ومنه قول الشاعر :
فقلت عساها نار كأس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
غير أن القول بحرفيتها مردود لاتصالها بضمائر الرفع كما في الآيات السابقة ، وهي تشبه في ذلك " ليس " ، وإن كانت الأخيرة لا تتصل بضمائر النصب .

5 ــ احتار النحويون في خبر " كاد " وأخواتها مما يستوجب اقترانه بـ " أن " المصدرية ، أيكون الخبر المصدر المؤول ، أم الفعل فقط ، وقد ذهب بعضهم إلى أن " أن " ليست المصدرية التي تسبك مع فعلها بمصدر ؛ لئلا يكون الخبر مفردا ، ولئلا يخبر بالمعنى عن اسم ذات . ورضي بعضهم بمصدرية " أن " على أن يقدر مضاف محذوف قبل المصدر . نحو : عسى الغيم أن يتبدد . نقول : عسى الغيم ذا تبدد . وأوشك الطفل أن يتكلم . نقول : أوشك الطفل ذا تكلم .

نماذج من الإعراب :
قال تعالى : { عسى الله أن يأتي بالفتح } .
عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
الله لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة .
أن يأتي : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون ، يأتي : فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى .
بالفتح : جار ومجرور متعلقان بـ " يأتي " .

قال الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الكرب : اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للكرب .
أمسيت : أمسى فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمه .

فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أمسى .
وجملة أمسيت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير في " فيه " .
يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الكرب .
وراءه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فرج : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون وما في حيزها في محل نصب خبر عسى .
قريب : صفة لفرج مرفوعة بالضمة الظاهرة .
الشاهد في البيت قوله : يكون ، فهو خبر عسى غير مقرون بـ " بأن " المصدرية . قال الشاعر :
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ولو سئل : الواو استئنافية ، لو : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وسئل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح .
الناس : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
التراب : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .

لأوشكوا : اللام واقعة في جواب الشرط ، أوشكوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك .
إذا قيل : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ " يملوا " ، وقيل : فعل ماض مبني للمجهول .
هاتوا : فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، ومفعوله محذوف .
أن يملوا : أن حرف مصدري ونصب ، يملوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر أوشك .
ويمنعوا : الواو حرف عطف ، يمنعوا فعل ماض مبني على الضم ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
وجملة هاتوا ... إلخ في محل رفع نائب فاعل لـ " قيل " .
وجملة قيل ... إلخ في محل جر بالإضافة لـ " إذا " .
وجملة أوشكوا لا محل لها من الإعراب جواب " لو " .
وجملة لو سئل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
الشاهد في البيت قوله : أن يملوا ، فقد اقترن خبر أوشك بأن المصدرية .

ملخص أفعال المقاربة والرجاء والشروع File_710
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى