مدرس اون لايندخول

لا تعليم ولا تربية

بالتأكيد فرحة الناجحين والأوائل منهم في ثانوية هذا العام مختلفة فهي فرحة نجاح بطعم الثورة..فأبناء هذه الدفعة كثيرون منهم من كانوا ثوار التحرير كعبة الحرية.. التي طافوا بها ليستنشقوا ويتذوقوا معني الكرامة وطالبوا بالعدالة وأقسموا علي التغيير لكل الفاسدين الذين جعلوا التعليم مثل وجبة التيك أواي علي الماشي ولمن يدفع .. تلك الدفعة التي شهدت سقوط نظام فاسد .. وخريطة مجتمع تعاد صياغتها من جديد فالمحظور والممنوع أصبح في عداد المسموح والمطروح علي الساحة لمن يرغب ويريد فكليات الشرطة والكليات العسكرية كلها لأول مرة أصبحت متاحة لكل المصريين بلا حظوة ولا واسطة ولا محسوبية لكل «علي ابن جنايني» يريد أن يكون ضابط شرطة أو حربية مهما كان حسبه أو نسبه وحالته الاجتماعية.

لكن للأسف وسط هذه الفرحة بالنجاح والثورة وبالإنجاز يأتي من يضرب كرسي في الكلوب «ربما»- أو يعمل بأذناب فلول النظام السابق «ربما» أو لم تصله الثورة بعد «ربما». ويتعامل مع الطلبة وأولياء أمورهم علي أنهم غنيمة أو صيدة يمتصونها إلي آخر رمق.. تماما كما كانوا يفعلون بنا في النظام السابق.

فقد فوجئنا بوزارة التربية والتعليم «وزارة الثورة» وقد باعتنا لشركات المحمول والإنترنت بثمن بخس بل كانت فينا من الزاهدين.. فقد أتمت قبل إعلان النتائج صفقة بيع النتائج تفصيليا لعدد من الشركات بـ 600 ألف جنيه!

أما المتاجرون فقد ربحوا من وراء ذلك بالتأكيد الملايين يكفي أن تعلم أن الدقيقة الواحدة بجنيه ونصف * مليون طالب والحسابة بتحسب، فالأمر لا يتوقف أبدا عند دقيقة واحدة، بل ستتبعها دقائق أخري.

فقد سهر الطلاب يومين ينتقلون بين المواقع والأرقام والإعلانات المغرية التي تقول لهم كل ما تبعت رسائل أكثر فرصتك في الفوز باللاب توب تكتر، واستمرت حتي بعد ظهور كل النتائج في المدارس تماما كما تفعل شركات اليانصيب وشركات النصب بـ 0900 الشهيرة التي قامت الدنيا عليها في مجلس الشعب السابق وتم إلغاء إعلاناتها من التليفزيون المصري.. لأنها كانت تنصب علي جمهور المستهلكين .. وها هي اللعبة تعود مرة أخري لأ ومين الشريك فيها وزارة التربية والتعليم!

أي قيمة تصدرها وزارة التربية والتعليم لأبنائها وهم يرونها تبيعهم لمن يدفع أكثر! لتكتمل المأساة أو قل الصفقة التي بدأت منذ سنوات طويلة عندما باعت الطلاب للسناتر والمدرسين الخصوصيين بدلا من المدارس «هي جت علي إعلان النتيجة في المدرسة» فباعت آخر شيء يربط الطالب بمدرسته وهي كونها المكان الذي يسمع فيه خبر نجاحه أو اجتيازه مرحلة أخري. وأخيراً

يبدو أن فرحتنا بطلاب الثانوية العامة ونتيجتهم هي الشيء الوحيد الذي اختلف هذا العام أما فيما عدا ذلك فلا شيء مختلف فالثورة لم تؤثر سوي علي الطلاب أما المسئولون فهم في غياهب المكاتب وبين أيدي الفلول آمنين
المصدر/ http://www.alamelarab.com/NEWSPA/goodmorning.htm
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى