الخيال الممتدّ يأتي على طريقتين:
ا-المرشحة: وهي إلحاق الصورة البيانية ببعض صفات المشبه به، سواء أكانت الصورة تشبيها أو استعارة. أمّا إذا جاء بعد الصورة البييانية بعض صفات المشبّه؛ فيُسمَّى تجريدا، ويُعدُّ إضعافا للصورة في الغالب. وقد يأتي التجريد بهدف توضيح المشبه وإبرازه.
*في التشبيه: يقول شوقي:
(سَـيْـلُ الْـمَـمَـالِـكِ جَـارِفٌ مِـنْ شِدَّةٍ.... وَقُـوًى، وَأَنْـتُـمْ فِـي الـطَّـرِيـقِ نِيَامُ)
(سَـيْـلُ الْـمَـمَـالِـكِ) تشبيه بليغ على صورة المضاف والمضاف إليه (الممالك مثل السيل)، ثم ألحق التشبيه بكلمة جارف، وجارف: من صفات المشبه به؛ وهو ترشيح يُقّوِّي الصورة البيانية ويُعزِّزُها.
*في الاستعارة التصريحية: (سَـيْـلُ الْـمَـمَـالِـكِ جَـارِفٌ مِـنْ شِدَّةٍ.... وَقُـوًى، وَأَنْـتُـمْ فِـي الـطَّـرِيـقِ نِيَامُ)
في كلمة (سَيْلُ) استعارة تصريحية؛ فقد شَبَّهَ الجيشَ بالسيل، ثم حذف المشبَّهَ(الجيش )وصرَّح بالمشبَّهِ به (السيل)....ثم ألحق الاستعارةَ بصفة من صفات السيل، ألا وهي (جارف).
*في الاستعارة المكنية: (هَـزَّتِ الْـبُـشْـرَى جَـنَاحَ الْخَافِقَيْنْ... وَمَـضَـتْ تَـخْـطِـرُ بَيْنَ الْمَشْرِقَيْنْ)
شبَّه البشرى بإنسان، ثم حذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه...ثم شبه الخافقين وهما أفق المشرق والمغرب بطائر له جناحان، فحذف المشبه به أيضا وأتى بالجناح ليدل على المحذوف...ثم (وهو الأهم) قال (ومضَت)، والمضي من صفات الإنسان في الاستعارة الأولى....ثم أتى باستعارة ثالثة في قوله: (تَـخْـطِـرُ بَيْنَ الْمَشْرِقَيْنْ).
تنبيهات!
*(سيل الممالك) خيال مُركَّب؛ لأن (سيل) مشبَّه به في الاستعارة التصريحية، ومشبَّه به أيضا في التشبيه البليغ، وقد جاء بعده ترشيح؛ فيكون خيالا مُركَّبًا .
*لا يأتي الترشيح في المجاز المُرسل ولا في الكناية؛ لخُلُوِّهِمَا عن علاقة التشبيه بين الطرفين...وإذا اختلطت صورتان إحداهما كناية أو مجاز بتشبيه أو استعارة؛ فيسمَّى: الخيال المتداخل.
*الفرق بين التداخل والتركيب: التركيب يكون بين التشبيه والاستعارة بنوعيها، أما التداخل، فيحدث إذا اجتمع التشبيه أو الاستعارة بالمجاز أو الكناية....(يا ابنة اليم): خيال متداخل اختلطت فيه الكناية بالاستعارة.
*إذا أُلْحِقَ بالصورة البيانية صفات المشبه به: فهي ترشيح، وإذا أُلْحِقَ بها صفات المشبه: فهي تجريد، وإذا أُلْحَقَ بها صفات المشبه والمشبه به: فهي إطلاق.....والإطلاق ليس مقررا عليك.
أمثلة على الترشيح:
رأيتُ أسدًا يزأر = تعبير حقيقي....لأن الأسد يُرى في الحقيقة.
رأيت أسدًا يزأر في المعركة = استعارة تصريحية مجرّدة.....لأن (يزأر) هي قرينة الاستعارة، وليست ترشيحا.
رأيت أسدًا يحصد رقاب الأعداء في المعركة = مجرّدة....لأن (في المعركة) هي القرينة.
رأيت أسدًا في المعركة يفترس الأعداء = مرشَّحة...لأن (في المعركة) هي القرينة، (ويفترس الأعداء) من صفات الأسد؛ فهي ترشيح للصورة وامتداد لها.
2- المتعددة: وهي تَعَدُّدُ المشبه به للمشبه الواحد، كقولنا: (الرجل أسدٌ على أعدائه، حَمَلٌ على أصدقائه؛ بحرٌ في عطائه)...هنا شبَّهنا الرجل مرةً بالأسد، ومرةً بالحَمَلِ، وثالثةً بالبحرِ.