النجاح الخادع في الثانوية العامة :
بدءًا وقبل كل شيء... ليس من عادتي أن أبارك لطالب ولا أن أواسي آخر....
وليس من عادتي نشر درجة طالب متفوق في الفيزياء كان عندي... فإني أراها دعاية رخيصة... فعندي من الطلاب من رسب في الفيزياء ...
أما ما أود الحديث عنه فهو:
ما دام معيار القياس لمستوى طلاب الثانوية معيارًا زائفا وخادعا و فاسدًا ... فكل حكم على مجموع الطلاب بالتفوق أو الفشل هو حكم فاسد...
فإنك تجد طلابًا لا يستحقون ٥٠ % وقد نالوا فوق التسعين...
وطلابًا حقهم النهايات ونالوا دون الثمانين...
ومعيار القياس خادع فاسد لأسباب كلنا يعرفها...
منها :
اعتماد الامتحان على الاختيار وهو ضربة حظ
عدم وجود نموذج إجابة
الغش بوسائل متعددة وعن طريق وسائل التواصل
تسريب الامتحانات
شراء اللجان بآلاف الجنيهات
وكثير من المجاملات والمحسوبيات والواسطة...
لو خلت الثانوية من كل تلك العوامل - وأظنها لن تخلوا - حينها فقط نستطيع أن نقول للمتفوق (هذا حقك وقدرك) ... ولغير المتفوق (هذا حقك وقدرك)...
وليس بكاء المتفوق الذي نال مجموعًا منخفضًا هو ما أحزنني.... بل من أشد ما أحزنني اليوم أن أجد طالبًا لا يحسن القراءة والكتابة ولا حظ له من فهم ولا علم ... فإذا هو من أوائل المدرسة والمدينة....
وليس هذا ما أحزنني في أمره...
بل ما أحزنني هو احتفال ذويه به، وتبريكات المدرسين له...
يا أهل الطالب أنتم اشتريتم اللجنة وهذا معروف... ويا سيادة المدرسين أنتم تعلمون مستواه، ومنكم من شارك في مجموعه لا بالتدريس بل بحل الامتحان....
بعضًا من الخجل يرحمكم الله...
....
أما المتفوق الذي انخفض مجموعة
فاعلم يا بني واعلمي يا بنيتي أن الخير كله بيد الله...
ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا...
فاجتهادك طوال العام يوزن بميزان الله لا بميزان وزير أو رئيس لجنة أو عميد كلية ستدخلها....
والله يعلم وأنتم لا تعلمون....
لعل شرًّا تراه .... جاء بخير لا يعلمه إلا الله..