التعريف بالشاعر :
ولد شاعر القطرين (مصر - ولبنان) مطران في بعلبك بلبنان سنة 1872م في أسرة عربية تنتمي إلى الغساسنة ، وقد أجاد العربية والفرنسية والتركية ، وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1893م ؛ ولذلك لقب بشاعر القطرين (مصر - ولبنان) ، وعمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات شكسبير (كعطيل - وهاملت - وماكبث) كما ترجم مع شاعر النيل حافظ إبراهيم كتاب الموجز في الاقتصاد ، وعين رئيساً للفرقة القومية ، وظل كذلك حتى توفي سنة 1949م ، وهو رائد المدرسة الرومانسية في الشعر العربي المعاصر (الأب الروحي لها) ، وله ديوان مطبوع يسمى ديوان الخليل .
التجربة الشعرية :
عاش شاعرنا قصة حب مريرة فاشلة سنة 1902م مرض على إثرها ، فأشار عليه أصدقاؤه بالذهاب إلى الإسكندرية للاستشفاء من مرضه (النفسي والجسدي) بهواء البحر وسحر الطبيعة ، ولكنه لم يجد ما يرجوه فلقد تضاعفت الآلام عليه ألم الفراق (لحبيبته التي تركها في القاهرة) وألم المرض واسودت الدنيا في وجهه ، وخرج ذات يوم قبيل الغروب ووقف بشاطئ البحر حتى حلول المساء ، ورأى خياله المُعذّب كيف قضى الليل على حياة النهار ، فتخيل أن هذا الحب الفاشل سوف يقضي على حياته كما قضى الليل على النهار فانفعل بهذا الموقف وكتب هذه الأبيات النابعة من تجربته الذاتية الصادقة ، ومطلعها :
دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
(داء : مرض - صبوتي : رغبتي واشتياقي -
بُرَحَائي : عذاب المرض وشدته الضعيفين : الحب والمرض)
نوع التجربة :
ذاتية ؛ فالشاعر يتحدث عن موقف خاص عاشه وتجربة عاناها بنفسه . [من خصائص المدارس الرومانسية ذاتية التجربة]
العاطفة المسيطرة :
عاطفة الحزن الشديد والأسى بسبب لوعة فراق المحبوبة ، وعناء المرض .
الأبيـــات :
1 - إِنِّي أَقَمْتُ عــــــــلي التَّعِلَّةِ بالمُنَى *** في غُرْبَةٍ - قالوا - تَكُونُ دوائِي
2 - إِنْ يَشْفِ هذا الجِسْمَ طِيبُ هَوائِها *** أَيُلَطِّفُ النِّيرانَ طِـــــــيبُ هَواءِ ؟
3 - عَبَثٌ طَوافِـــــــــي في البلادِ وَعِلَّةٌ *** في عِلَّةٍ مَنْفاي لاسْـــــــــــتِشْفَاءِ
4 - مُتَفَرِّدٌ بصَــــــــــــــــبابَتِي مُتَفَرِّدٌ *** بكآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بعَــــــــــــــنائِي
أقمت : مكثت × رحلت - التعلة: التعلل والتشاغل والتلهي × الفراغ ج التعلات - المنى : الآمال م مُنية × اليأس - غربة : أي بعد عن الأهل - قالوا : ادعوا ، زعموا - دوائي : علاجي × دائي ، مرضي - يشف : يبرئ × يمرض - الجسم : الجسد ، البدن ج أجسام ، جسوم - طيب : حسن وجمال ج أطياب ، طيوب × خبيث - هواء ج أهوية - يلطف : يهدئ ، يخفف × يُشعل - النيران : أي الأشواق - عبث :لا فائدة منه ، لهو × جِد- طوافي : تنقلي ، ترحالي × استقراري - علة : مرض ج علل - منفاي : أي غربتي ج منافٍ - الاستشفاء : طلب الشفاء - متفرد : منفرد ، وحيد - صبابتي : شدة شوقي × فتوري ، نفوري - كآبتي : حزن نفسي × فرحي - عنائي : تعبي وألمي × راحتي .
(1) يقول الشاعر : لقد أخذت بمشورة ونصح الأصدقاء ، وأقمت غريباً في الإسكندرية ، على أمل الشفاء - كما زعموا - من المرض الذي أجهدني ، والحب الذي أشقاني .
(2) وإن كان هواء الإسكندرية الرقيق قد يشفيني من مرضي الجسدي الذي أرهقني ، فأنا أشك أنه سوف يخفف أشواقي ويخمد نيران الحب المتأججة (المشتعلة) في قلبي .
(3) ونتيجة لذلك أشعر أن هذه الغربة (البقاء في الإسكندرية) من أجل الشفاء عبث لا فائدة منه ؛ فقد جمعت بين المرض والشوق ، فأضافت إلى علة الجسد علة الحب وعذاب القلب وعلة الغربة .
(4) وأنا في غربتي وحيداً أعاني شوقاً وحزناً عميقاً وآلاماً فريدة لا نظير لها لم يشعر بها أحد.
[إني أقمت] : أسلوب مؤكد بـ«إن» يوحي بالرغبة القوية المؤكدة في الاستشفاء ، و(أقمت) توحي بطول الإقامة .
[التعلّة] : لفظة توحي بالتعلق بالآمال الكاذبة والأوهام الخادعة في الاستشفاء .
[إني أقمت على التعلة بالمنى] : كناية عن آمال الشاعر المؤكدة في التخلص من آلام المرض والحب .
[غربة] : س / ص تصور الإسكندرية بالغربة لبيان معاناته ونكرة للتهويل والتنفير منها .
[في غربة تكون دوائي] : تشبيه للغربة بالدواء الشافي ، وسر جماله التجسيم ، والتشبيه يوحي بالألم والنفور من الغربة ، واستخدام حرف الجر في يدل على أن الغربة محيطة به من كل جانب ، وبالتالي فالمعاناة شديدة .
[أقمت - غربة] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
[قالوا] : إطناب بالجملة المعترضة وتوحي بالشك وعدم الاقتناع بفائدة هذه الرحلة ، وفيها تهكم وسخرية من نصح الناصحين من الأصدقاء بالسفر إلى الإسكندرية للاستشفاء.
أسلوب البيت الأول : خبري للتحسر والألم .
[إن] : شرطية تدل على شكه في الشفاء .
[إن يشف هذا الجسم طيب هوائها] : س/ م تصور الهواء دواء يشفي الجسم من المرض ، وسر جمالها التوضيح .
[إن يشف هذا الجسم طيبُ هوائها] : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (هذا الجسم) على الفاعل (طيبُ هوائها) ؛ للتأكيد والتخصيص .
[هذا الجسم ] : الإشارة إلى الجسم المتعب توحي باليأس التام من الشفاء .
[أيلطف النيران طيب هواء؟] : النيران : س/ ص فقد شبه الأشواق بالنيران ، وفيها تجسيم وإيحاء بشدة المعاناة ، والتعبير بالنيران جمعاً يدل على كثرة أشواقه وأحزانه .
[أيلطف النيران طيب هواء؟] : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه النفي والاستبعاد ، وهو يؤكد حقيقة علمية وهي أن الهواء يزيد النار اشتعالاً فكيف يزعم الزاعمون (الأصدقاء) أنه يلطفها ؟!
[أيلطف النيران طيب هواء؟] : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (النيرانَ) على الفاعل (طيبُ هواء) ؛ للتأكيد والتخصيص .
في البيت الثاني : إيجاز بالحذف يثير الذهن حيث حذف جواب الشرط الذي يدل عليه «أيلطف النيران .. إلخ» فالتقدير إن يشف هذا الجسم طيب هوائها فلن يشفي آلام الأشواق النفسية .
[عبث طوافي] : أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة «عبث» على المبتدأ المعرفة «طوافي»؛ للتأكيد على أنه لا يتوقع الشفاء.
[عبث طوافي] : تشبيه للطواف بالعبث ، وهو يوحي باليأس التام من الشفاء .
[علة في علة منفاي] : تشبيه للمنفى (الإسكندرية) بالعلة وفيه توضيح وإيحاء بآلام الغربة .
[علة في علة] : كناية عن تداخل وتراكم وتنوع الآلام والعلل .
[منفاي] : س / ص ، حيث صور الإسكندرية بالمنفى , وهي توحي بالوحشة والغربة وبعدم قدرته على البقاء فيها .
[علة - استشفاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[عبث - علة] : نكرتان للتهويل وبيان شدة المعاناة .
البيت الرابع : كله كناية عن تعدد الآلام والهموم والأحزان التي انفرد بها الشاعر
[متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي] : البيت كله فيه حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً محبباً إلى الأذن .
[متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي] : الفصل بين العبارات يوحي بتنوع أصناف الشقاء التي لا يربطها رابط وليدل على أن كل مشكلة يعانيها قائمة بذاتها فلا يمكن أن تنضم إلى غيرها .
[متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي] : إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم توحي بخصوصية هذا الألم .
[متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي] : تكرار لفظ «متفرد» يؤكد الشعور بالألم وانفراده به فلا مشاركة وجدانية تخفف عنه .
البيت الرابع : نتيجة لما قبله من «علة في علة» أدت إلى وحدة ذات ثلاث صفات متدرجة : سببها الصبابة ـ التي تؤدي إلى الكآبة ـ فينتج عنها العناء والمشقة .
أسلوب البيت الرابع : خبري للحسرة
5 - شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي *** فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ
6 - ثاوٍ علي صَخْرٍ أَصَـــــــــمَّ وَلَيْتَ لي *** قَلْبًا كهَذِي الصَّخْرَةِ الصمَّاءِ
7 - يَنْتابُها مَوْجٌ كمَوْجِ مَكارِهِـــــــــــــي *** ويَفُتُّها كَالسُّقْمِ في أعَضَائِي
8 - والبحرُ خَفَّاقُ الجَـــــــــوانِبِ ضَائِقٌ *** كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ الإمساءِ
خواطري : أفكاري م خاطرة - الهوجاء : الشديدة ج هوج ، هوجاوات ، ومذكرها أهوج - ثاو: مقيم ، جالس - صخر أصم : صلب مصمت ، وجمع أصم وصماء: صٌم - ينتابها : يصيبها ويتوالى عليها ، المصدر : انتياب - مكارهي : أحزاني وكل ما يكرهه الإنسان م مَكره - يفتها : يفتتها ، يكسرها - السُّقْم : المرض الطويل ج أسقام × الصحة - البحر ج البحور ، البحار ، الأبحر - خفّاق : مضطرب ، متحرك × ساكن ، هادئ - كمداً : حزنا ًشديداً مكتوماً × سروراً ، سعادة - كصدري : أي كقلبي .
(5) في هذا المساء وقفت على شاطئ البحر ، وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري ، فيجيبني البحر برياح شديدة هوجاء تدل على اضطرابه ومعاناته هو أيضاً فتزداد حيرتي وألمي .
(6) وجلست على صخرة من صخور الشاطئ متمنياً أن يكون قلبي قاسياً قوياً مثلها ولا يتأثر بعواطف الحب والشوق ولا يشعر بالألم وعذاب الفراق .
(7) فوجدت الصخرة تعاني مثل معاناتي فتتفتت أمام الموج المتتابع كما تتفتت أعضائي في مواجهة آلام المرض .
(8) والبحر يضيق بأمواجه رغم اتساعه كما يضيق صدري بهمومه وأحزانه عندما يأتي المساء.
[شاك] : في البيت إيجاز بحذف المبتدأ للتركيز على معنى الألم والشكوى والحزن وتقديره : «أنا شاك» .
[شاك إلى البحر] : س / م ، تصور البحر صديقاً يبثه الشاعر شكواه ، وسر جمالها التشخيص وتوحي بحب الشاعر للطبيعة وامتزاجه فيها [سمات رومانسية] ، تقديم الجار والمجرور (إلى البحر) أسلوب قصر يفيد التوكيد والتخصيص .
[يجيبني برياحه الهوجاء] : س/ م ، تصور البحر إنساناً مضطرباً يجيب ، وفيها تشخيص ، وإيحاء بالتجاوب بين البحر وبين الشاعر، ورياح البحر الهوجاء صدى لاضطراب خواطره ، والخيال في هذا البيت ممتد ، حيث صور البحر صديقاً يشكو إليه ، وإنساناً يجيبه ، وهذا يقوي الصورة .
[شاك - يجيبني] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[فيجيبني] : استخدام " الفاء " يدل على سرعة استجابة البحر .
[رياحه الهوجاء] : تعبير يدل على شدة هياجه وانفعاله فالبحر يعاني بشدة مثله
[ثاو على صخر أصم] : تعبير يدل على طول ملازمته للبحر ، وعمق تأمله ، وفيه إيجاز بالحذف ، وتقديره «أنا ثاو».
[صخر أصم] : تعبير يوحي بفقد الإحساس والشعور .
[ليت لي قلباً كهذي الصخرة الصماء] : تشبيه للقلب بالصخرة في صلابتها وقوتها ، يوضح أمنية الشاعر في عدم الإحساس ، وهو يوحي بكثرة الآلام وشدة المعاناة .
[وليت لي قلبًا ...] : أسلوب إنشائي بصيغة التمني لإظهار الحسرة والألم والاستبعاد .
[ينتابها] : مضارع يفيد التجدد ، وهذا يلائم تتابع الموج وتلاطمه .
[ينتابها موج كموج مكارهي] : تشبيه لموج البحر في تتابعه على الصخرة بموج المكاره (الأحزان) التي تتابعت عليه من الحب الفاشل والمرض المجهد والغربة المريرة ، وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الهموم . (علل : التعبير بـ" مكارهي " بصيغة الجمع )
[موج مكارهي] : تشبيه للمكاره في كثرتها بالموج ، وهذا خيال مركب ، حيث جعل الموج مشبهاً به في صورتين لتعميق الخيال .
[يفتّها كالسقم في أعضائي] : تشبيه لموج البحر حين يفتت الصخر بالمرض المزمن في إضعاف أعضاء الجسد ، والتعبير بـ(أعضائي) بصيغة الجمع يدل على تعدد أنواع المعاناة التي تكاثرت عليه.
[البحر خفّاق الجوانب ضائق كمدًا] : س/ م تصور البحر إنساناً حزيناً ضيق الصدر ، وفيها تشخيص ، وتوحي باندماج الشاعرمع الطبيعة في الأحزان .
[خفاق] : صيغة مبالغة تدل على شدة الاضطراب والقلق واستمراره .
[والبحر ضائق كمدًا كصدري ساعة الإمساء] : تشبيه للبحر في ضيقه بصدره وقت الغروب ، ويوحي بكثرة هموم الشاعر وقت المساء .
-وخص الشاعر الليل ؛ لأنه وقت تجمع الهموم ، وتراكمها على القلوب ، ولا تنسَ أن الليل مجمع الأحزان .
[ صدري] : مجاز مرسل عن القلب ، علاقته : المحلية ، وسر جمال المجاز : الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
[كمداً] : توحي بشدة الألم . [ساعة الإمساء] : توحي بالخوف والرهبة واشتداد الهموم بعد انتهاء النهار المشرق .
أسلوب البيتين السابع والثامن : خبري لإظهار الضيق والألم والمعاناة والحزن.
نقد : يرى بعض النقاد أن البيت الثامن يجب أن يكون بعد البيت الخامس ؛ ليناسب الحديث مع البحر .
9 - تَغْشَــــى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ وكأنَّها *** صَعِدَتْ إلي عَيْنَيَّ مِنْ أحشائِي
10 - والأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَريحٌ جَــفْنُهُ *** يُغْضِي على الغَمَراتِ والأقْذَاءِ
11 - يا لَلْغـروبِ وما بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ *** للمُســــــــتَهامِ وعِبْرَةٍ للرَّأئِي
12 - أَوَلَيْسَ نَزْعًا للنَّهارِ وصَرْعَةً *** للشَّمــــْسِ بينَ مآتِمِ الأضواءِ؟
تغشى : تغطي × تكشف - البرية : المخلوقات ، والمقصود : الكون ج برايا ، مادتها : برأ- كدرة : سواد وظلام × صفاء ج كدر - أحشائي : الأحشاء كل ما بداخل الجوف والمراد القلب م حَشا - الأفق : منتهى مد البصر ج آفاق - معتكر : مظلم × صافٍ - قريح : جريح، والمراد محمر وملتهب من البكاء الشديد ج قَرْحى - الجفن : غطاء العين ج جفون وأجفان - يغضي : يغمض - الغمرات : الشدائد م غمرة - الأقذاء : م قذى وهو ما يقع في العين من تراب ونحوه - يا للغروب : أسلوب نداء تعجبي × الشروق - عَبْرَةٍ: دمعة ج عَبَرات - المستهام : المحب المشتاق - عِبرة : عظة ج عِبَر - الرائي : الناظر المتأمل - نزعًا : النزع خروج الروح والإشراف على الموت. والمراد أن الغروب نهاية للنهار × حياة ، بعثاً - صرعة : موتاً ، والمقصود اختفاء - مآتم : م مأتم ، وهو كل مجتمع في حزن أو فرح وغلب استعماله في الأحزان .
(9) والكون كله قد غلفه السواد وكأن الأحزان السوداء التي تملأ نفسي وأعماقي صعدت إلى عيني فأصبحت لا أرى في هذا الكون إلا الظلام والسواد .
(10) حتى الأفق الممتد مظلم يختلط سواده بحمرة الشفق فكأنه شخص مهموم قد تقرحت أجفانه من كثرة البكاء بعد أن توالت عليه الشدائد فأصبح يعيش على الآلام والهوان.
(11) عجباً للغروب وما يحمل من معانٍ مختلفة ؛ فهو يحرك بحار الحزن في نفس العاشق فيبكي ويوحي للمتأمل بمعاني وعظات بالغة
(12) وهذا المساء فيه نهاية للنهار الذي كان ممتلئاً بمظاهر الحياة وموت للشمس ، والأضواء الخافتة تبكي الشمس وهي تشيّعها.
[تغشى البرية كدرة] : س/ م ، تصور الكدرة ثوباً أسود ، يغطي الكون وينشر الظلام ، وفيها توضيح وإيحاء بانقباض وضيق النفس ، و تقديم المفعول به (البرية ) على الفاعل (كدرة) أسلوب قصر يفيد التوكيد والتخصيص.
[تغشى] : توحي بالانتشار والشمول ، و" كدرة " توحي بالضيق .
[كأنّها صعدت إلى عيني من أحشائي] : كناية عن شدة حزن وألم ويأس الشاعر
أسلوب البيت التاسع : خبري لإظهار الحزن .
[الأفق معتكر] : س/ م تصور الأفق ماء عكراً ، وسر جمالها التوضيح .
[قريح جفنه] : س/ م تصور الأفق إنساناً معذباً تقرحت أجفانه ، وفيها تشخيص وإيحاء بقلق وألم الشاعر .
[يغضي على الغمرات والأقذاء] : س / م تصور الأفق إنساناً يغمض عينه على ما أصابها من أتربة تؤلمها ، وفيها تشخيص ، وهي امتداد للصورة السابقة يقويها حيث صور صور الأفق مرة بإنسان معذب ، ثم بإنسان يغمض عينه ومن قبل بماء.
[الأقذاء والغمرات] : العطف للجمع بين الآلام النفسية (الغمرات) والمادية (الأقذاء) ، وجاءتا جمعاً للكثرة .
أسلوب البيت العاشر : خبري للألم والحسرة .
[يا للغروب] : أسلوب إنشائي / نداء للتعجب وإظهار الألم يوحي بقوة الانفعال .
[عَبرة - عِبرة] : جناس ناقص له تأثير موسيقي ، وفيه تحريك للذهن .
[أو ليس نزعاً النهار؟] : أسلوب إنشائي / استفهام للتقرير .
[ليس نزعاً] : تشبيه للغروب (اسم ليس الضمير المستتر العائد على الغروب) بالنزع (خروج الروح) ، وهي صورة توضح مدى الألم.
[ليس نزعاً للنهار] : س/ م تصور النهار عند الغروب مريضاً يحتضر ، ويلفظ أنفاسه الأخيرة ، وسر جمالها التشخيص وتوحي بالانقباض النفسي .
[وصرعةً للشمس] : تشبيه للغروب بالصرعة ، وس/ م فيها تصوير للشمس بإنسان يموت ، وهي توحي بالكآبة .
[نزعًا - صرعةً] : نكرتان للتهويل وفيهما إيحاء بالعنف والقسوة .
[ومآتم الأضواء] : تشبيه للأضواء بجماعة تودع الشمس. وفيه تشخيص ، وإيحاء باستمرار كآبة الشاعر ومعاناته .
نقد : يعيب النقاد على الشاعر استخدام كلمة (مآتم) ؛ لأنها تستخدم للفرح والحزن معاً ، ويرون أن كلمة (جنائز) أفضل منها ؛ لأنها تدل على الحزن فقط الذي يناسب الجو النفسي .
الأبيـــات :
13- ولقَدْ ذَكَرْتُكِ والنَّهــــــــــارُ مُوَدِّعٌ *** والقَلْبُ بينَ مَهابَةٍ ورَجـــــــاءِ
14 - وخَواطِرِي تَبْدُو تجـــــاهَ نَوَاظِرِي *** كَلْمَى كَدامِيَةِ السَّحابِ إِزَائِي
15 - والدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعًا *** بسَنا الشُّـعاعِ الغارِبِ المُتَرائِي
16 - والشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِـــيلُ نُضَارُهُ *** فَوْقَ العقيقِ علي ذُرًا سَــــوْدَاءِ
17- مَرَّتْ خــــــلالَ غمَامَتَيْنِ تَحَدُّرا *** وتَقَطَّرَتْ كالدَّمْعَةِ الحَـــمراءِ
18 - فكَأَنَّ آخِــــــــــرَ دَمْعَةٍ للكَوْنِ قَدْ *** مُزِجَــتْ بأخِرِ أَدْمُعِي لرِثائِي
18 - وكأَنَّنِي آنَسْــــــــــــتُ يومي زَائِلاً *** فرَأَيْتُ في المِرآةِ كيفَ مَســـائِي
ذكرتك : تذكرتك ، الخطاب لحبيبته التي تركها في القاهرة - مودع : راحل ، مفارق - مهابة : خوف ممتزج باحترام ، مادتها (هيب) - رجاء : أمل - تبدو : تظهر - تجاه : أمام ، مادتها (وجه)- نواظري : عيوني - كلمى : جريحة م كليم - دامية : ملطخة بالدم والمراد حمرة السحاب - إزائي : أمامي - جفني : غطاء العين من أعلاها وأسفلها ، والمقصود : عيني ج جفون ، أجفن ، أجفان - مشعشعا : ممزوجاً مختلطاً - سنا : ضوء × ظلام - الشعاع : خيوط الضوء ج أشعة ، شُعُع - الغارب : المنحدر إلى الغرب - المترائي : الظاهر × المختفي - الشفق : أشعة حمراء تلوّن الأفق عند الغروب وتستمر بعده أكثر من ساعة - النضار : الذهب والمراد هنا لونه الأصفر - العقيق : الياقوت ، وهو حجر كريم أحمر والمراد هنا السحاب الأحمر م عقيقة ، وج ج أعقة - ذراً : قمم × سفوح م ذروة - خلال : بين - غمامتين : سحابتين ج غمام - تحدرا : سقوطاً وانحداراً × ارتفاعاً - تقطرت : سالت قطرة قطرة والمقصود سقطت × تجمدت - مزجت : اختلطت - رثائي : البكاء عليّ - آنست : أحسست ، شعرت - يومي : أي عمري - زائلاً : منتهياً - المرْآة : أي منظر الطبيعة وقت الغروب ج المَرَائي ، المَرَايا - مسائي : أي نهايتي ج أَمْسِيَة × صباحي .
(13) وفي قلب هذا المشهد المؤلم ذكرتكِ أيتها الحبيبة عند الغروب وقلبي مضطرب يتبادله الخوف من فقدك إلى الأبد ، والأمل في رؤيتك مجدداً وعودة حبنا مع إشراقة النهار الجديد .
(14) إن خواطري الحزينة الجريحة تظهر أمام عيني كالسحاب الأحمر الذي أراه أمامي لحظة الغروب .
(15) ودمعي يسيل متدفقاً من جفني ممزوجاً بحمرة الأشعة الغاربة .
(16) والشمس تبدو في ساعة الغروب بأشعتها الذهبية الغارقة في الشفق وهي تهبط من بين السحاب الأحمر على الأمواج والصخور ؛ لتزينها بالجمال
(17) ولكن الشمس - في النهاية - انحدرت نحو الغروب كأنها دمعة حمراء تسقط من بين جفنين .
(18) فتخيلت أن الكون يذرف آخر دمعة له وقد امتزجت بآخر دموعي ؛ ليشاركني حزني وآلامي .
(19) وكأنني أحسست قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها هذا المساء الكئيب .
/
[ولقد ذكرتك] : أسلوب مؤكد بـ(اللام وقد) يؤكد على انه لم ينسَ الحبيبة فهي محفورة في القلب .
[النهار مودّع] : س/ م فيها تصوير للنهار بإنسان راحل ويودع ، وهي أيضاً كناية عن الغروب
[مهابة ] : لفظة توحي بالخشوع والخوف الممزوج باحترام ، وهذا يدل على نظرة الرومانسيين للمحبوبة على أنها ليست امرأة ذات جسد حي ، ولكنها تحمل عندهم معنى التبجيل والاحترام ؛ لأنها باعثة الشعر عندهم والملهمة للإبداع .
[مهابة - رجاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[خواطري كلمى] : س/ م تصور الخواطر جسماً جريحاً ، وفيها تجسيم وإيحاء بالتمزق النفسي .
[خواطري كدامية السحاب] : تشبيه لخواطره الحزينة بالسحاب ، وهي صورة توحي بقوة امتزاجه بالطبيعة .
[دامية السّحاب] : س/ م تصور السحاب الأحمر جسماً يسيل منه الدم ، وفيها توضيح للفكرة برسم صورة لها . والخيال في البيت مركب .
[إزائي] : كلمة متكلفة لتكملة القافية ؛ لأنها لا تضيف جديدًا بعد قوله « تجاه نواظري».
أسلوب البيت الرابع عشر : خبري لإظهار الحزن والألم .
[الدمع من جفني يسيل] : كناية عن شدة أحزان الشاعر وشقائه المستمر .
[يسيل] : التعبير بـ يسيل يوحي بكثرة الدموع وغزارتها فهو أجمل من يخرج أو يندفع .
[جفني] : مجاز مرسل عن العين ، علاقته / الجزئية ، وسر جماله الإيجاز . والدقة في اختيار العلاقة .
[المترائي] : كلمة متكلفة لتكملة القافية ؛ لأن الشعاع ظاهر بالفعل ، ولا يحتاج لأن يوصف بالمترائي .
أسلوب البيت الخامس عشر: خبري لإظهار الحزن والألم.
س2: أيهما أجمل : (والدَّمْعُ يَسِيلُ - يَسِيلُ الدَّمْعُ) ؟ ولماذا ؟ / [يسيل نضاره] : س / م ، حيث صور النضار (الذهب) بماء يسيل ، وسر جمالها التوضيح .
[نضاره] : تشبيه بليغ للشفق بالنضار (الذهب) ، وسر جماله التوضيح .
[العقيق] : س/ ص حيث شبه السحاب الأحمر بالعقيق ، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به ، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها ، و [نضار - عقيق] فيهما مخالفة للجو النفسي الحزين ؛ لأن " الذهب ، والعقيق" يوحيان بالسعادة .
[الشمس- وسوداء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[نضار - عقيق] : مراعاة نظير تثير الذهن .
أسلوب البيت السادس عشر: خبري لإظهار الأسى .
/ البيت السابع عشر كله " تشبيه تمثيلي " فقد شبه صورة الشمس في لحظة غروبها ، وهي تمر بين سحابتين بصورة دمعة تسقط من بين جفنين ، وقد انعكست عليها ألوان الشفق فكانت حمراء ، وهو يوضح الفكرة ويوحي بحزن الشاعر .
أسلوب البيت السابع عشر : خبري لإظهار الأسى والحزن .
[آخر دمعة للكون] : س / م تصور الكون إنساناً يذرف آخر دمعة ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بتجاوب الكون معه .
[لرثائي] : مجاز مرسل عن الشاعر ، علاقته : اعتبار ما سيكون ، حيث لا رثاء لإنسان على قيد الحياة ولكن بعد مماته .
البيت كله : كناية عن إحساس الشاعر بقرب نهايته .
أسلوب البيت الثامن عشر : خبري لإظهار الحزن .
[كأنني آنست يومي زائلاً] : كناية عن التشاؤم واليأس التام من الحياة .
[يومي] : مجاز مرسل عن " العمر " علاقته / الجزئية ، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
[المرآة] : س / ص تصور مشهد الغروب مرآة تعكس نهايته .
[مسائي] : س / ص تصور نهايته - كما يتوقعها -بالمساء.
أسلوب البيت التاسع عشر : خبري لإظهار الحزن واليأس .
اللون الأدبي : القصيدة من الأدب الوجداني حيث ينقل الشاعر أحاسيسه ومشاعره الذاتية الخاصة في لغة تصويرية دقيقة في دلالاتها الشعورية.
الفن الشعري : فن الشعر الغنائي (سمي بذلك ؛ لأنه ارتبط منذ نشأته بالموسيقى والغناء كما أنه يعبر عن الوجدان والذات) ).
تذكر : فنون الشعر ثلاثة : شعر غنائي - شعر مسرحي - شعر قصصي أو ملحمي (أي قصص البطولات والمعارك).
غرض النص :
الوصف الذي تطور في العصر الحديث فصار تعبيراً عما في النفس من مشاعر مع امتزاج بالطبيعة وتشخيص لها.
الصور :
تتراوح بين التصوير الكلي وخطوطه الفنية (الصوت واللون والحركة) ، والتصوير الجزئي من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز مرسل . وفيها توضيح وتشخيص وتجسيم وابتكار .
س1 : علل : غلبة التشبيه في الأبيات على غيره من الصور البيانية .
جـ : كثرة التشبيهات ؛ لأن ذلك أمر نابع من طبيعة الوصف الذي يحتاج إلى التشبيهات ، فلقد ربط الشاعر شعوره الذاتي بالمشهد الذي أمامه وأسقطه على تحولات ألوان الغروب وحركة البحر والريح وهذا يحتاج إلى كثرة التشبيهات . الموسيقا : ظاهرة في وحدة الوزن والقافية(واختار قافيته الهمزة المكسورة التي تناسب حزنه وانكسار نفسه ) وحسن التقسيم والجناس - وخفية نابعة من انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وترابط الأفكار وجمال التصوير.
ملامح شخصية الشاعر :
رقيق الشعور ، مرهف الحس ، واسع الثقافة ، عميق الفكر ، رائع التصوير والتعبير ، مجدد في الشعر فهو رائد المدرسة الرومانسية لتأثره بالرومانسية الفرنسية.
خصائص أسلوبه :
وضوح الألفاظ ، مع التمسك بالفصاحة وإحكام الصياغة والزهد في المحسنات ، والتنويع بين الخبر والإنشاء ، مع عمق المعاني والابتكار فيها ورسم الصور الكلية وصدق التجربة والوحدة العضوية ، والجمع بين أصالة القديم وروعة الجديد.
من ملامح المحافظة على القديم :
1 - التزام وحدة الوزن والقافية.
2 - أصالة اللغة ودقتها.
3 - انتزاع بعض الصور من التراث القديم.
من ملامح التجديد :
1 - اختيار عنوان للقصيدة تدور حوله الأفكار.
2 - رسم الصور الكلية.
3 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي.
4 - التشخيص ومزج النفس بالطبيعة.
س2 : ماذا يظهر في هذه الأبيات من خصائص المذهب الرومانسي؟
جـ : خصائص المذهب الرومانسي :
1 - قوة العاطفة
2 - الخيال الحزين
3 - رسم الصورة الكلية
4 - تشخيص الطبيعة وإجراء الحوار معها.
5 - صدق التجربة.
س3 : هل تحققت في القصيدة الوحدة العضوية؟
جـ : لقد تحققت في القصيدة كل مقومات الوحدة العضوية من :
1 - وحدة الموضوع : وهو وصف الطبيعة في المساء من خلال وجدان حزين .
2 - وحدة الجو النفسي : حيث سيطر الحزن وخيّم على جو القصيدة من بدايتها إلى نهايتها .
3 - ترتيب الأفكار و ترابطها وانسجامها : فقد جاءت مرتبة ومترابطة بحيث لا نستطيع تقديم بيت على بيت أو نؤخر بيتاً أو نحذف بيتاً .
س4 : وضح شروط جودة القافية، ومدى تحققها في الأبيات .
جـ : شروط جودة القافية :
1- أن تكون غير مجلوبة أو متكلفة (فيها تصنّع).
2- ملائمة في موسيقاها للجو النفسي .
3- أن تكون نابعة من معنى البيت .
ويرى بعض النقاد أن قافية البيت الخامس عشر ( المترائي ) مجلوبة ومتكلفة ؛ لأنها لا تضيف جديداً ، وكذلك ( إزاني ) بعد قوله (تجاه نواظري) في البيت الرابع عشر .
س5: يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه .. إلي أي مدى تظهر في القصيدة هذه الريادة ؟
جـ : يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه ؛ فهو أسبق المعاصرين إلى هذا المذهب لنشأته في طبيعة لبنان الجميلة ، وتأثره بالثقافة الفرنسية التي يظهر فيها الطابع الرومانسي ، وقصيدته (المساء) نموذج لهذا الاتجاه ؛ فقد مزج نفسه بالطبيعة وبث فيها الحياة والحرية إيمانا بوحدة الوجود ، وانعكس ذلك على نظرته للطبيعة ، فجعلها حزينة تشاركه حزنه وتصور له نهايته مع قدوم المساء ، فكأنه يرى في المرآة صورة لمساء عمره الحزين حيث يقول :
تَغْشَـى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ وكأنَّها **** صَعِدَتْ إلي عَيْنَيَّ مِنْ أحشائِي
والأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَريحٌ جَفْنُهُ **** يُغْضِي على الغمراتِ والأقذاءِ
يا لَلْغروبِ وما بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ **** للمُستَهامِ وعِبْــــــرَةٍ للرَّأئِي
س 6 : بم يتميز الخيال عند الرومانسيين ؟
جـ : يتميز الخيال عند الرومانسيين بأنه خيال كلي ، يشمل أجزاء الطبيعة وخطوط الصوت واللون والحركة ، وفيه امتداد وتركيب يدل على العمق ، ويؤثر في النفس ، ويميل إلى الحزن ، ويوحي بالغربة وشدة الألم . وقصيدة (المساء) مثال واضح لذلك .
تحميل: شرح نص المساء للصف الثالث الثانوي 2018 من هناولد شاعر القطرين (مصر - ولبنان) مطران في بعلبك بلبنان سنة 1872م في أسرة عربية تنتمي إلى الغساسنة ، وقد أجاد العربية والفرنسية والتركية ، وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1893م ؛ ولذلك لقب بشاعر القطرين (مصر - ولبنان) ، وعمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات شكسبير (كعطيل - وهاملت - وماكبث) كما ترجم مع شاعر النيل حافظ إبراهيم كتاب الموجز في الاقتصاد ، وعين رئيساً للفرقة القومية ، وظل كذلك حتى توفي سنة 1949م ، وهو رائد المدرسة الرومانسية في الشعر العربي المعاصر (الأب الروحي لها) ، وله ديوان مطبوع يسمى ديوان الخليل .
التجربة الشعرية :
عاش شاعرنا قصة حب مريرة فاشلة سنة 1902م مرض على إثرها ، فأشار عليه أصدقاؤه بالذهاب إلى الإسكندرية للاستشفاء من مرضه (النفسي والجسدي) بهواء البحر وسحر الطبيعة ، ولكنه لم يجد ما يرجوه فلقد تضاعفت الآلام عليه ألم الفراق (لحبيبته التي تركها في القاهرة) وألم المرض واسودت الدنيا في وجهه ، وخرج ذات يوم قبيل الغروب ووقف بشاطئ البحر حتى حلول المساء ، ورأى خياله المُعذّب كيف قضى الليل على حياة النهار ، فتخيل أن هذا الحب الفاشل سوف يقضي على حياته كما قضى الليل على النهار فانفعل بهذا الموقف وكتب هذه الأبيات النابعة من تجربته الذاتية الصادقة ، ومطلعها :
دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
(داء : مرض - صبوتي : رغبتي واشتياقي -
بُرَحَائي : عذاب المرض وشدته الضعيفين : الحب والمرض)
نوع التجربة :
ذاتية ؛ فالشاعر يتحدث عن موقف خاص عاشه وتجربة عاناها بنفسه . [من خصائص المدارس الرومانسية ذاتية التجربة]
العاطفة المسيطرة :
عاطفة الحزن الشديد والأسى بسبب لوعة فراق المحبوبة ، وعناء المرض .
الأبيـــات :
1 - إِنِّي أَقَمْتُ عــــــــلي التَّعِلَّةِ بالمُنَى *** في غُرْبَةٍ - قالوا - تَكُونُ دوائِي
2 - إِنْ يَشْفِ هذا الجِسْمَ طِيبُ هَوائِها *** أَيُلَطِّفُ النِّيرانَ طِـــــــيبُ هَواءِ ؟
3 - عَبَثٌ طَوافِـــــــــي في البلادِ وَعِلَّةٌ *** في عِلَّةٍ مَنْفاي لاسْـــــــــــتِشْفَاءِ
4 - مُتَفَرِّدٌ بصَــــــــــــــــبابَتِي مُتَفَرِّدٌ *** بكآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بعَــــــــــــــنائِي
أقمت : مكثت × رحلت - التعلة: التعلل والتشاغل والتلهي × الفراغ ج التعلات - المنى : الآمال م مُنية × اليأس - غربة : أي بعد عن الأهل - قالوا : ادعوا ، زعموا - دوائي : علاجي × دائي ، مرضي - يشف : يبرئ × يمرض - الجسم : الجسد ، البدن ج أجسام ، جسوم - طيب : حسن وجمال ج أطياب ، طيوب × خبيث - هواء ج أهوية - يلطف : يهدئ ، يخفف × يُشعل - النيران : أي الأشواق - عبث :لا فائدة منه ، لهو × جِد- طوافي : تنقلي ، ترحالي × استقراري - علة : مرض ج علل - منفاي : أي غربتي ج منافٍ - الاستشفاء : طلب الشفاء - متفرد : منفرد ، وحيد - صبابتي : شدة شوقي × فتوري ، نفوري - كآبتي : حزن نفسي × فرحي - عنائي : تعبي وألمي × راحتي .
(1) يقول الشاعر : لقد أخذت بمشورة ونصح الأصدقاء ، وأقمت غريباً في الإسكندرية ، على أمل الشفاء - كما زعموا - من المرض الذي أجهدني ، والحب الذي أشقاني .
(2) وإن كان هواء الإسكندرية الرقيق قد يشفيني من مرضي الجسدي الذي أرهقني ، فأنا أشك أنه سوف يخفف أشواقي ويخمد نيران الحب المتأججة (المشتعلة) في قلبي .
(3) ونتيجة لذلك أشعر أن هذه الغربة (البقاء في الإسكندرية) من أجل الشفاء عبث لا فائدة منه ؛ فقد جمعت بين المرض والشوق ، فأضافت إلى علة الجسد علة الحب وعذاب القلب وعلة الغربة .
(4) وأنا في غربتي وحيداً أعاني شوقاً وحزناً عميقاً وآلاماً فريدة لا نظير لها لم يشعر بها أحد.
[إني أقمت] : أسلوب مؤكد بـ«إن» يوحي بالرغبة القوية المؤكدة في الاستشفاء ، و(أقمت) توحي بطول الإقامة .
[التعلّة] : لفظة توحي بالتعلق بالآمال الكاذبة والأوهام الخادعة في الاستشفاء .
[إني أقمت على التعلة بالمنى] : كناية عن آمال الشاعر المؤكدة في التخلص من آلام المرض والحب .
[غربة] : س / ص تصور الإسكندرية بالغربة لبيان معاناته ونكرة للتهويل والتنفير منها .
[في غربة تكون دوائي] : تشبيه للغربة بالدواء الشافي ، وسر جماله التجسيم ، والتشبيه يوحي بالألم والنفور من الغربة ، واستخدام حرف الجر في يدل على أن الغربة محيطة به من كل جانب ، وبالتالي فالمعاناة شديدة .
[أقمت - غربة] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
[قالوا] : إطناب بالجملة المعترضة وتوحي بالشك وعدم الاقتناع بفائدة هذه الرحلة ، وفيها تهكم وسخرية من نصح الناصحين من الأصدقاء بالسفر إلى الإسكندرية للاستشفاء.
أسلوب البيت الأول : خبري للتحسر والألم .
[إن] : شرطية تدل على شكه في الشفاء .
[إن يشف هذا الجسم طيب هوائها] : س/ م تصور الهواء دواء يشفي الجسم من المرض ، وسر جمالها التوضيح .
[إن يشف هذا الجسم طيبُ هوائها] : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (هذا الجسم) على الفاعل (طيبُ هوائها) ؛ للتأكيد والتخصيص .
[هذا الجسم ] : الإشارة إلى الجسم المتعب توحي باليأس التام من الشفاء .
[أيلطف النيران طيب هواء؟] : النيران : س/ ص فقد شبه الأشواق بالنيران ، وفيها تجسيم وإيحاء بشدة المعاناة ، والتعبير بالنيران جمعاً يدل على كثرة أشواقه وأحزانه .
[أيلطف النيران طيب هواء؟] : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه النفي والاستبعاد ، وهو يؤكد حقيقة علمية وهي أن الهواء يزيد النار اشتعالاً فكيف يزعم الزاعمون (الأصدقاء) أنه يلطفها ؟!
[أيلطف النيران طيب هواء؟] : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (النيرانَ) على الفاعل (طيبُ هواء) ؛ للتأكيد والتخصيص .
في البيت الثاني : إيجاز بالحذف يثير الذهن حيث حذف جواب الشرط الذي يدل عليه «أيلطف النيران .. إلخ» فالتقدير إن يشف هذا الجسم طيب هوائها فلن يشفي آلام الأشواق النفسية .
[عبث طوافي] : أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة «عبث» على المبتدأ المعرفة «طوافي»؛ للتأكيد على أنه لا يتوقع الشفاء.
[عبث طوافي] : تشبيه للطواف بالعبث ، وهو يوحي باليأس التام من الشفاء .
[علة في علة منفاي] : تشبيه للمنفى (الإسكندرية) بالعلة وفيه توضيح وإيحاء بآلام الغربة .
[علة في علة] : كناية عن تداخل وتراكم وتنوع الآلام والعلل .
[منفاي] : س / ص ، حيث صور الإسكندرية بالمنفى , وهي توحي بالوحشة والغربة وبعدم قدرته على البقاء فيها .
[علة - استشفاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[عبث - علة] : نكرتان للتهويل وبيان شدة المعاناة .
البيت الرابع : كله كناية عن تعدد الآلام والهموم والأحزان التي انفرد بها الشاعر
[متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي] : البيت كله فيه حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً محبباً إلى الأذن .
[متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي] : الفصل بين العبارات يوحي بتنوع أصناف الشقاء التي لا يربطها رابط وليدل على أن كل مشكلة يعانيها قائمة بذاتها فلا يمكن أن تنضم إلى غيرها .
[متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي] : إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم توحي بخصوصية هذا الألم .
[متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي] : تكرار لفظ «متفرد» يؤكد الشعور بالألم وانفراده به فلا مشاركة وجدانية تخفف عنه .
البيت الرابع : نتيجة لما قبله من «علة في علة» أدت إلى وحدة ذات ثلاث صفات متدرجة : سببها الصبابة ـ التي تؤدي إلى الكآبة ـ فينتج عنها العناء والمشقة .
أسلوب البيت الرابع : خبري للحسرة
5 - شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي *** فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ
6 - ثاوٍ علي صَخْرٍ أَصَـــــــــمَّ وَلَيْتَ لي *** قَلْبًا كهَذِي الصَّخْرَةِ الصمَّاءِ
7 - يَنْتابُها مَوْجٌ كمَوْجِ مَكارِهِـــــــــــــي *** ويَفُتُّها كَالسُّقْمِ في أعَضَائِي
8 - والبحرُ خَفَّاقُ الجَـــــــــوانِبِ ضَائِقٌ *** كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ الإمساءِ
خواطري : أفكاري م خاطرة - الهوجاء : الشديدة ج هوج ، هوجاوات ، ومذكرها أهوج - ثاو: مقيم ، جالس - صخر أصم : صلب مصمت ، وجمع أصم وصماء: صٌم - ينتابها : يصيبها ويتوالى عليها ، المصدر : انتياب - مكارهي : أحزاني وكل ما يكرهه الإنسان م مَكره - يفتها : يفتتها ، يكسرها - السُّقْم : المرض الطويل ج أسقام × الصحة - البحر ج البحور ، البحار ، الأبحر - خفّاق : مضطرب ، متحرك × ساكن ، هادئ - كمداً : حزنا ًشديداً مكتوماً × سروراً ، سعادة - كصدري : أي كقلبي .
(5) في هذا المساء وقفت على شاطئ البحر ، وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري ، فيجيبني البحر برياح شديدة هوجاء تدل على اضطرابه ومعاناته هو أيضاً فتزداد حيرتي وألمي .
(6) وجلست على صخرة من صخور الشاطئ متمنياً أن يكون قلبي قاسياً قوياً مثلها ولا يتأثر بعواطف الحب والشوق ولا يشعر بالألم وعذاب الفراق .
(7) فوجدت الصخرة تعاني مثل معاناتي فتتفتت أمام الموج المتتابع كما تتفتت أعضائي في مواجهة آلام المرض .
(8) والبحر يضيق بأمواجه رغم اتساعه كما يضيق صدري بهمومه وأحزانه عندما يأتي المساء.
[شاك] : في البيت إيجاز بحذف المبتدأ للتركيز على معنى الألم والشكوى والحزن وتقديره : «أنا شاك» .
[شاك إلى البحر] : س / م ، تصور البحر صديقاً يبثه الشاعر شكواه ، وسر جمالها التشخيص وتوحي بحب الشاعر للطبيعة وامتزاجه فيها [سمات رومانسية] ، تقديم الجار والمجرور (إلى البحر) أسلوب قصر يفيد التوكيد والتخصيص .
[يجيبني برياحه الهوجاء] : س/ م ، تصور البحر إنساناً مضطرباً يجيب ، وفيها تشخيص ، وإيحاء بالتجاوب بين البحر وبين الشاعر، ورياح البحر الهوجاء صدى لاضطراب خواطره ، والخيال في هذا البيت ممتد ، حيث صور البحر صديقاً يشكو إليه ، وإنساناً يجيبه ، وهذا يقوي الصورة .
[شاك - يجيبني] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[فيجيبني] : استخدام " الفاء " يدل على سرعة استجابة البحر .
[رياحه الهوجاء] : تعبير يدل على شدة هياجه وانفعاله فالبحر يعاني بشدة مثله
[ثاو على صخر أصم] : تعبير يدل على طول ملازمته للبحر ، وعمق تأمله ، وفيه إيجاز بالحذف ، وتقديره «أنا ثاو».
[صخر أصم] : تعبير يوحي بفقد الإحساس والشعور .
[ليت لي قلباً كهذي الصخرة الصماء] : تشبيه للقلب بالصخرة في صلابتها وقوتها ، يوضح أمنية الشاعر في عدم الإحساس ، وهو يوحي بكثرة الآلام وشدة المعاناة .
[وليت لي قلبًا ...] : أسلوب إنشائي بصيغة التمني لإظهار الحسرة والألم والاستبعاد .
[ينتابها] : مضارع يفيد التجدد ، وهذا يلائم تتابع الموج وتلاطمه .
[ينتابها موج كموج مكارهي] : تشبيه لموج البحر في تتابعه على الصخرة بموج المكاره (الأحزان) التي تتابعت عليه من الحب الفاشل والمرض المجهد والغربة المريرة ، وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الهموم . (علل : التعبير بـ" مكارهي " بصيغة الجمع )
[موج مكارهي] : تشبيه للمكاره في كثرتها بالموج ، وهذا خيال مركب ، حيث جعل الموج مشبهاً به في صورتين لتعميق الخيال .
[يفتّها كالسقم في أعضائي] : تشبيه لموج البحر حين يفتت الصخر بالمرض المزمن في إضعاف أعضاء الجسد ، والتعبير بـ(أعضائي) بصيغة الجمع يدل على تعدد أنواع المعاناة التي تكاثرت عليه.
[البحر خفّاق الجوانب ضائق كمدًا] : س/ م تصور البحر إنساناً حزيناً ضيق الصدر ، وفيها تشخيص ، وتوحي باندماج الشاعرمع الطبيعة في الأحزان .
[خفاق] : صيغة مبالغة تدل على شدة الاضطراب والقلق واستمراره .
[والبحر ضائق كمدًا كصدري ساعة الإمساء] : تشبيه للبحر في ضيقه بصدره وقت الغروب ، ويوحي بكثرة هموم الشاعر وقت المساء .
-وخص الشاعر الليل ؛ لأنه وقت تجمع الهموم ، وتراكمها على القلوب ، ولا تنسَ أن الليل مجمع الأحزان .
[ صدري] : مجاز مرسل عن القلب ، علاقته : المحلية ، وسر جمال المجاز : الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
[كمداً] : توحي بشدة الألم . [ساعة الإمساء] : توحي بالخوف والرهبة واشتداد الهموم بعد انتهاء النهار المشرق .
أسلوب البيتين السابع والثامن : خبري لإظهار الضيق والألم والمعاناة والحزن.
نقد : يرى بعض النقاد أن البيت الثامن يجب أن يكون بعد البيت الخامس ؛ ليناسب الحديث مع البحر .
9 - تَغْشَــــى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ وكأنَّها *** صَعِدَتْ إلي عَيْنَيَّ مِنْ أحشائِي
10 - والأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَريحٌ جَــفْنُهُ *** يُغْضِي على الغَمَراتِ والأقْذَاءِ
11 - يا لَلْغـروبِ وما بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ *** للمُســــــــتَهامِ وعِبْرَةٍ للرَّأئِي
12 - أَوَلَيْسَ نَزْعًا للنَّهارِ وصَرْعَةً *** للشَّمــــْسِ بينَ مآتِمِ الأضواءِ؟
تغشى : تغطي × تكشف - البرية : المخلوقات ، والمقصود : الكون ج برايا ، مادتها : برأ- كدرة : سواد وظلام × صفاء ج كدر - أحشائي : الأحشاء كل ما بداخل الجوف والمراد القلب م حَشا - الأفق : منتهى مد البصر ج آفاق - معتكر : مظلم × صافٍ - قريح : جريح، والمراد محمر وملتهب من البكاء الشديد ج قَرْحى - الجفن : غطاء العين ج جفون وأجفان - يغضي : يغمض - الغمرات : الشدائد م غمرة - الأقذاء : م قذى وهو ما يقع في العين من تراب ونحوه - يا للغروب : أسلوب نداء تعجبي × الشروق - عَبْرَةٍ: دمعة ج عَبَرات - المستهام : المحب المشتاق - عِبرة : عظة ج عِبَر - الرائي : الناظر المتأمل - نزعًا : النزع خروج الروح والإشراف على الموت. والمراد أن الغروب نهاية للنهار × حياة ، بعثاً - صرعة : موتاً ، والمقصود اختفاء - مآتم : م مأتم ، وهو كل مجتمع في حزن أو فرح وغلب استعماله في الأحزان .
(9) والكون كله قد غلفه السواد وكأن الأحزان السوداء التي تملأ نفسي وأعماقي صعدت إلى عيني فأصبحت لا أرى في هذا الكون إلا الظلام والسواد .
(10) حتى الأفق الممتد مظلم يختلط سواده بحمرة الشفق فكأنه شخص مهموم قد تقرحت أجفانه من كثرة البكاء بعد أن توالت عليه الشدائد فأصبح يعيش على الآلام والهوان.
(11) عجباً للغروب وما يحمل من معانٍ مختلفة ؛ فهو يحرك بحار الحزن في نفس العاشق فيبكي ويوحي للمتأمل بمعاني وعظات بالغة
(12) وهذا المساء فيه نهاية للنهار الذي كان ممتلئاً بمظاهر الحياة وموت للشمس ، والأضواء الخافتة تبكي الشمس وهي تشيّعها.
[تغشى البرية كدرة] : س/ م ، تصور الكدرة ثوباً أسود ، يغطي الكون وينشر الظلام ، وفيها توضيح وإيحاء بانقباض وضيق النفس ، و تقديم المفعول به (البرية ) على الفاعل (كدرة) أسلوب قصر يفيد التوكيد والتخصيص.
[تغشى] : توحي بالانتشار والشمول ، و" كدرة " توحي بالضيق .
[كأنّها صعدت إلى عيني من أحشائي] : كناية عن شدة حزن وألم ويأس الشاعر
أسلوب البيت التاسع : خبري لإظهار الحزن .
[الأفق معتكر] : س/ م تصور الأفق ماء عكراً ، وسر جمالها التوضيح .
[قريح جفنه] : س/ م تصور الأفق إنساناً معذباً تقرحت أجفانه ، وفيها تشخيص وإيحاء بقلق وألم الشاعر .
[يغضي على الغمرات والأقذاء] : س / م تصور الأفق إنساناً يغمض عينه على ما أصابها من أتربة تؤلمها ، وفيها تشخيص ، وهي امتداد للصورة السابقة يقويها حيث صور صور الأفق مرة بإنسان معذب ، ثم بإنسان يغمض عينه ومن قبل بماء.
[الأقذاء والغمرات] : العطف للجمع بين الآلام النفسية (الغمرات) والمادية (الأقذاء) ، وجاءتا جمعاً للكثرة .
أسلوب البيت العاشر : خبري للألم والحسرة .
[يا للغروب] : أسلوب إنشائي / نداء للتعجب وإظهار الألم يوحي بقوة الانفعال .
[عَبرة - عِبرة] : جناس ناقص له تأثير موسيقي ، وفيه تحريك للذهن .
[أو ليس نزعاً النهار؟] : أسلوب إنشائي / استفهام للتقرير .
[ليس نزعاً] : تشبيه للغروب (اسم ليس الضمير المستتر العائد على الغروب) بالنزع (خروج الروح) ، وهي صورة توضح مدى الألم.
[ليس نزعاً للنهار] : س/ م تصور النهار عند الغروب مريضاً يحتضر ، ويلفظ أنفاسه الأخيرة ، وسر جمالها التشخيص وتوحي بالانقباض النفسي .
[وصرعةً للشمس] : تشبيه للغروب بالصرعة ، وس/ م فيها تصوير للشمس بإنسان يموت ، وهي توحي بالكآبة .
[نزعًا - صرعةً] : نكرتان للتهويل وفيهما إيحاء بالعنف والقسوة .
[ومآتم الأضواء] : تشبيه للأضواء بجماعة تودع الشمس. وفيه تشخيص ، وإيحاء باستمرار كآبة الشاعر ومعاناته .
نقد : يعيب النقاد على الشاعر استخدام كلمة (مآتم) ؛ لأنها تستخدم للفرح والحزن معاً ، ويرون أن كلمة (جنائز) أفضل منها ؛ لأنها تدل على الحزن فقط الذي يناسب الجو النفسي .
الأبيـــات :
13- ولقَدْ ذَكَرْتُكِ والنَّهــــــــــارُ مُوَدِّعٌ *** والقَلْبُ بينَ مَهابَةٍ ورَجـــــــاءِ
14 - وخَواطِرِي تَبْدُو تجـــــاهَ نَوَاظِرِي *** كَلْمَى كَدامِيَةِ السَّحابِ إِزَائِي
15 - والدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعًا *** بسَنا الشُّـعاعِ الغارِبِ المُتَرائِي
16 - والشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِـــيلُ نُضَارُهُ *** فَوْقَ العقيقِ علي ذُرًا سَــــوْدَاءِ
17- مَرَّتْ خــــــلالَ غمَامَتَيْنِ تَحَدُّرا *** وتَقَطَّرَتْ كالدَّمْعَةِ الحَـــمراءِ
18 - فكَأَنَّ آخِــــــــــرَ دَمْعَةٍ للكَوْنِ قَدْ *** مُزِجَــتْ بأخِرِ أَدْمُعِي لرِثائِي
18 - وكأَنَّنِي آنَسْــــــــــــتُ يومي زَائِلاً *** فرَأَيْتُ في المِرآةِ كيفَ مَســـائِي
ذكرتك : تذكرتك ، الخطاب لحبيبته التي تركها في القاهرة - مودع : راحل ، مفارق - مهابة : خوف ممتزج باحترام ، مادتها (هيب) - رجاء : أمل - تبدو : تظهر - تجاه : أمام ، مادتها (وجه)- نواظري : عيوني - كلمى : جريحة م كليم - دامية : ملطخة بالدم والمراد حمرة السحاب - إزائي : أمامي - جفني : غطاء العين من أعلاها وأسفلها ، والمقصود : عيني ج جفون ، أجفن ، أجفان - مشعشعا : ممزوجاً مختلطاً - سنا : ضوء × ظلام - الشعاع : خيوط الضوء ج أشعة ، شُعُع - الغارب : المنحدر إلى الغرب - المترائي : الظاهر × المختفي - الشفق : أشعة حمراء تلوّن الأفق عند الغروب وتستمر بعده أكثر من ساعة - النضار : الذهب والمراد هنا لونه الأصفر - العقيق : الياقوت ، وهو حجر كريم أحمر والمراد هنا السحاب الأحمر م عقيقة ، وج ج أعقة - ذراً : قمم × سفوح م ذروة - خلال : بين - غمامتين : سحابتين ج غمام - تحدرا : سقوطاً وانحداراً × ارتفاعاً - تقطرت : سالت قطرة قطرة والمقصود سقطت × تجمدت - مزجت : اختلطت - رثائي : البكاء عليّ - آنست : أحسست ، شعرت - يومي : أي عمري - زائلاً : منتهياً - المرْآة : أي منظر الطبيعة وقت الغروب ج المَرَائي ، المَرَايا - مسائي : أي نهايتي ج أَمْسِيَة × صباحي .
(13) وفي قلب هذا المشهد المؤلم ذكرتكِ أيتها الحبيبة عند الغروب وقلبي مضطرب يتبادله الخوف من فقدك إلى الأبد ، والأمل في رؤيتك مجدداً وعودة حبنا مع إشراقة النهار الجديد .
(14) إن خواطري الحزينة الجريحة تظهر أمام عيني كالسحاب الأحمر الذي أراه أمامي لحظة الغروب .
(15) ودمعي يسيل متدفقاً من جفني ممزوجاً بحمرة الأشعة الغاربة .
(16) والشمس تبدو في ساعة الغروب بأشعتها الذهبية الغارقة في الشفق وهي تهبط من بين السحاب الأحمر على الأمواج والصخور ؛ لتزينها بالجمال
(17) ولكن الشمس - في النهاية - انحدرت نحو الغروب كأنها دمعة حمراء تسقط من بين جفنين .
(18) فتخيلت أن الكون يذرف آخر دمعة له وقد امتزجت بآخر دموعي ؛ ليشاركني حزني وآلامي .
(19) وكأنني أحسست قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها هذا المساء الكئيب .
/
[ولقد ذكرتك] : أسلوب مؤكد بـ(اللام وقد) يؤكد على انه لم ينسَ الحبيبة فهي محفورة في القلب .
[النهار مودّع] : س/ م فيها تصوير للنهار بإنسان راحل ويودع ، وهي أيضاً كناية عن الغروب
[مهابة ] : لفظة توحي بالخشوع والخوف الممزوج باحترام ، وهذا يدل على نظرة الرومانسيين للمحبوبة على أنها ليست امرأة ذات جسد حي ، ولكنها تحمل عندهم معنى التبجيل والاحترام ؛ لأنها باعثة الشعر عندهم والملهمة للإبداع .
[مهابة - رجاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[خواطري كلمى] : س/ م تصور الخواطر جسماً جريحاً ، وفيها تجسيم وإيحاء بالتمزق النفسي .
[خواطري كدامية السحاب] : تشبيه لخواطره الحزينة بالسحاب ، وهي صورة توحي بقوة امتزاجه بالطبيعة .
[دامية السّحاب] : س/ م تصور السحاب الأحمر جسماً يسيل منه الدم ، وفيها توضيح للفكرة برسم صورة لها . والخيال في البيت مركب .
[إزائي] : كلمة متكلفة لتكملة القافية ؛ لأنها لا تضيف جديدًا بعد قوله « تجاه نواظري».
أسلوب البيت الرابع عشر : خبري لإظهار الحزن والألم .
[الدمع من جفني يسيل] : كناية عن شدة أحزان الشاعر وشقائه المستمر .
[يسيل] : التعبير بـ يسيل يوحي بكثرة الدموع وغزارتها فهو أجمل من يخرج أو يندفع .
[جفني] : مجاز مرسل عن العين ، علاقته / الجزئية ، وسر جماله الإيجاز . والدقة في اختيار العلاقة .
[المترائي] : كلمة متكلفة لتكملة القافية ؛ لأن الشعاع ظاهر بالفعل ، ولا يحتاج لأن يوصف بالمترائي .
أسلوب البيت الخامس عشر: خبري لإظهار الحزن والألم.
س2: أيهما أجمل : (والدَّمْعُ يَسِيلُ - يَسِيلُ الدَّمْعُ) ؟ ولماذا ؟ / [يسيل نضاره] : س / م ، حيث صور النضار (الذهب) بماء يسيل ، وسر جمالها التوضيح .
[نضاره] : تشبيه بليغ للشفق بالنضار (الذهب) ، وسر جماله التوضيح .
[العقيق] : س/ ص حيث شبه السحاب الأحمر بالعقيق ، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به ، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها ، و [نضار - عقيق] فيهما مخالفة للجو النفسي الحزين ؛ لأن " الذهب ، والعقيق" يوحيان بالسعادة .
[الشمس- وسوداء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[نضار - عقيق] : مراعاة نظير تثير الذهن .
أسلوب البيت السادس عشر: خبري لإظهار الأسى .
/ البيت السابع عشر كله " تشبيه تمثيلي " فقد شبه صورة الشمس في لحظة غروبها ، وهي تمر بين سحابتين بصورة دمعة تسقط من بين جفنين ، وقد انعكست عليها ألوان الشفق فكانت حمراء ، وهو يوضح الفكرة ويوحي بحزن الشاعر .
أسلوب البيت السابع عشر : خبري لإظهار الأسى والحزن .
[آخر دمعة للكون] : س / م تصور الكون إنساناً يذرف آخر دمعة ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بتجاوب الكون معه .
[لرثائي] : مجاز مرسل عن الشاعر ، علاقته : اعتبار ما سيكون ، حيث لا رثاء لإنسان على قيد الحياة ولكن بعد مماته .
البيت كله : كناية عن إحساس الشاعر بقرب نهايته .
أسلوب البيت الثامن عشر : خبري لإظهار الحزن .
[كأنني آنست يومي زائلاً] : كناية عن التشاؤم واليأس التام من الحياة .
[يومي] : مجاز مرسل عن " العمر " علاقته / الجزئية ، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
[المرآة] : س / ص تصور مشهد الغروب مرآة تعكس نهايته .
[مسائي] : س / ص تصور نهايته - كما يتوقعها -بالمساء.
أسلوب البيت التاسع عشر : خبري لإظهار الحزن واليأس .
اللون الأدبي : القصيدة من الأدب الوجداني حيث ينقل الشاعر أحاسيسه ومشاعره الذاتية الخاصة في لغة تصويرية دقيقة في دلالاتها الشعورية.
الفن الشعري : فن الشعر الغنائي (سمي بذلك ؛ لأنه ارتبط منذ نشأته بالموسيقى والغناء كما أنه يعبر عن الوجدان والذات) ).
تذكر : فنون الشعر ثلاثة : شعر غنائي - شعر مسرحي - شعر قصصي أو ملحمي (أي قصص البطولات والمعارك).
غرض النص :
الوصف الذي تطور في العصر الحديث فصار تعبيراً عما في النفس من مشاعر مع امتزاج بالطبيعة وتشخيص لها.
الصور :
تتراوح بين التصوير الكلي وخطوطه الفنية (الصوت واللون والحركة) ، والتصوير الجزئي من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز مرسل . وفيها توضيح وتشخيص وتجسيم وابتكار .
س1 : علل : غلبة التشبيه في الأبيات على غيره من الصور البيانية .
جـ : كثرة التشبيهات ؛ لأن ذلك أمر نابع من طبيعة الوصف الذي يحتاج إلى التشبيهات ، فلقد ربط الشاعر شعوره الذاتي بالمشهد الذي أمامه وأسقطه على تحولات ألوان الغروب وحركة البحر والريح وهذا يحتاج إلى كثرة التشبيهات . الموسيقا : ظاهرة في وحدة الوزن والقافية(واختار قافيته الهمزة المكسورة التي تناسب حزنه وانكسار نفسه ) وحسن التقسيم والجناس - وخفية نابعة من انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وترابط الأفكار وجمال التصوير.
ملامح شخصية الشاعر :
رقيق الشعور ، مرهف الحس ، واسع الثقافة ، عميق الفكر ، رائع التصوير والتعبير ، مجدد في الشعر فهو رائد المدرسة الرومانسية لتأثره بالرومانسية الفرنسية.
خصائص أسلوبه :
وضوح الألفاظ ، مع التمسك بالفصاحة وإحكام الصياغة والزهد في المحسنات ، والتنويع بين الخبر والإنشاء ، مع عمق المعاني والابتكار فيها ورسم الصور الكلية وصدق التجربة والوحدة العضوية ، والجمع بين أصالة القديم وروعة الجديد.
من ملامح المحافظة على القديم :
1 - التزام وحدة الوزن والقافية.
2 - أصالة اللغة ودقتها.
3 - انتزاع بعض الصور من التراث القديم.
من ملامح التجديد :
1 - اختيار عنوان للقصيدة تدور حوله الأفكار.
2 - رسم الصور الكلية.
3 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي.
4 - التشخيص ومزج النفس بالطبيعة.
س2 : ماذا يظهر في هذه الأبيات من خصائص المذهب الرومانسي؟
جـ : خصائص المذهب الرومانسي :
1 - قوة العاطفة
2 - الخيال الحزين
3 - رسم الصورة الكلية
4 - تشخيص الطبيعة وإجراء الحوار معها.
5 - صدق التجربة.
س3 : هل تحققت في القصيدة الوحدة العضوية؟
جـ : لقد تحققت في القصيدة كل مقومات الوحدة العضوية من :
1 - وحدة الموضوع : وهو وصف الطبيعة في المساء من خلال وجدان حزين .
2 - وحدة الجو النفسي : حيث سيطر الحزن وخيّم على جو القصيدة من بدايتها إلى نهايتها .
3 - ترتيب الأفكار و ترابطها وانسجامها : فقد جاءت مرتبة ومترابطة بحيث لا نستطيع تقديم بيت على بيت أو نؤخر بيتاً أو نحذف بيتاً .
س4 : وضح شروط جودة القافية، ومدى تحققها في الأبيات .
جـ : شروط جودة القافية :
1- أن تكون غير مجلوبة أو متكلفة (فيها تصنّع).
2- ملائمة في موسيقاها للجو النفسي .
3- أن تكون نابعة من معنى البيت .
ويرى بعض النقاد أن قافية البيت الخامس عشر ( المترائي ) مجلوبة ومتكلفة ؛ لأنها لا تضيف جديداً ، وكذلك ( إزاني ) بعد قوله (تجاه نواظري) في البيت الرابع عشر .
س5: يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه .. إلي أي مدى تظهر في القصيدة هذه الريادة ؟
جـ : يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه ؛ فهو أسبق المعاصرين إلى هذا المذهب لنشأته في طبيعة لبنان الجميلة ، وتأثره بالثقافة الفرنسية التي يظهر فيها الطابع الرومانسي ، وقصيدته (المساء) نموذج لهذا الاتجاه ؛ فقد مزج نفسه بالطبيعة وبث فيها الحياة والحرية إيمانا بوحدة الوجود ، وانعكس ذلك على نظرته للطبيعة ، فجعلها حزينة تشاركه حزنه وتصور له نهايته مع قدوم المساء ، فكأنه يرى في المرآة صورة لمساء عمره الحزين حيث يقول :
تَغْشَـى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ وكأنَّها **** صَعِدَتْ إلي عَيْنَيَّ مِنْ أحشائِي
والأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَريحٌ جَفْنُهُ **** يُغْضِي على الغمراتِ والأقذاءِ
يا لَلْغروبِ وما بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ **** للمُستَهامِ وعِبْــــــرَةٍ للرَّأئِي
س 6 : بم يتميز الخيال عند الرومانسيين ؟
جـ : يتميز الخيال عند الرومانسيين بأنه خيال كلي ، يشمل أجزاء الطبيعة وخطوط الصوت واللون والحركة ، وفيه امتداد وتركيب يدل على العمق ، ويؤثر في النفس ، ويميل إلى الحزن ، ويوحي بالغربة وشدة الألم . وقصيدة (المساء) مثال واضح لذلك .