زاد القلق والتوتر لدى أولياء الأمور؛ بعد إعلان وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، تفاصيل النظام التعليمي الجديد المقرر تطبيقه في سبتمبر 2018، في مؤتمر صحفي قبل يومين، خاصة أولياء أمور طلاب المدارس التجريبية أو "الرسمية المتميزة لغات"، لدرجة وصلت إلى المطالبة بإقالته من منصبه.
كما أبدى عدد من نواب لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب تخوفهم من قرار تعريب مناهج المرحلة الابتدائية فى المدارس التجريبية الرسمية، متسائلين عن الهدف من هذا القرار، موضحين أنه يتسم بالتخبط وعدم الوضوح، فيما طالب بعض النواب بتطبيق قرار تعريب المناهج فى المرحلة الابتدائية على المدارس الخاصة للغات.
النائب الدكتور فتحى ندا، عضو اللجنة قال:"هناك تخبط فى تطوير المنظومة التعليمية الجديد..بدليل تصريحات الوزير عن تعريب المدارس اللغات الرسمية "التجريبية" والتراجع المفاجئ فى تطبيقها بداً من العام بعد المقبل.
وأضاف عضو لجنة التعليم والبحث العلمى،:" المفترض أنه عندما تعلن وزارة التربية والتعليم عن تطوير جديد لمنظومة التعليم أن تكشف عن خطتها الاستراتيجية وتحدد الأهداف."
وحذر ندا من عدم وضوح الرؤية والأهداف فى التطوير الجديدة فى التعليم الأساسى، مشيرا إلى أنها قد تتسبب فى أزمة، قائلا:" كان من المفترض أن تجرى تجربة استطلاعية على عينه من الطلاب قبل الإعلان عن تطبيق المنظومة."
وأشار ندا أن اللجنة كانت طالبت وزير التربية والتعليم بالحضور لاجتماعات اللجنة لتوضيح آليات تنفيذ التطوير فى التعليم الأساسى، مشددا على ضرورة عدم اتخاذ قرارات منفردة قد تتسبب فى عشوائية بمنظومة التعليم.
من جانبها قالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، إن النظام الذى أعلن عنه وزير التربية والتعليم فى تطوير التعليم الأساسى جيد بشكل مبدئى لكن هناك بعض التحفظات على بعض النقاط وهى أن يبدأ التعريب فى المدارس التجريبية يطبق من مرحلة "الكى جى" بدلا من أن يبدأ من أولى ابتدائى.
وأضافت " نصر " أن الأزمة الحقيقة ليست فى تعريب المدارس التجريبية، قائلة :" الأهم هو المنتج النهائى .. بأن يتقن الطالب اللغة العربية والإنجليزية، مشيرة إلى أنه وفقا لما أعلنت الوزارة أنه سيتم تدريس اللغة الإنجليزية فى بعض المصطلحات التى تخدم العلوم والرياضيات.
وتابعت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب :" الأهم هو المنتج النهائى الذى أعلن عنه وزير التربية والتعليم بأنه بعد مرحلة الثانوية يتخرج طالب يتقن اللغة العربية واللغات الأخرى، مشيرة إلى أن التخوف عند أولياء الأمور يحدث بسبب بعض التصريحات التى تفهم بشكل خاطئ.
وطالبت عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بتطبيق نظام التعريب على المدارس الخاصة لغات، أسوة بالمدارس التجريبية، موضحة أن المقصود تطبيقها على المدارس الخاصة لغات وليست المدارس الدولية، محذره من إقبال المواطنين على المدارس الخاصة تخوفاً من النظام الجديد فى المدارس الحكومية.
وشددت ماجدة نصر على ضرورة وضع ضوابط محددة لعدم استغلال المدارس الخاصة النظام الجديد لزيادة تكاليف الدراسة، مشيرة إلى أن الخطة التنفيذية التى أعلن عنها وزير التربية والتعليم فى اللجنة لم تعلن بشكل كامل.
فيما، أيد فايز بركات، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب قرار تعريب المناهج فى المرحلة الابتدائية بالمدارس التجريبية، موضحا أن هذا القرار فى مصلحة الطالب لأنه يساعده على ترسيخ اللغة العربية لديه.
وأشار "بركات" إلى أن المدارس التجريبية تحدث أزمة كل عام بتكالب الناس عليها، لافتا إلى أن النظام الجديد سيضمن جودة تعليمية عالية فى المدارس الحكومية.
جاء هذا على خلفية إعلان وزير التربية والتعليم إلغاء نظام المدارس التجريبية بدءًا من العام الدراسي 2019، وتعميم النظام الجديد على كل المدارس الحكومية، وفي النظام الجديد يجري تدريس جميع المواد للطلاب باللغة العربية بجانب لغة أجنبية، طوال المرحلة الابتدائية، على أن يجري تدريس مادتي العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية، بدءًا من الصف الأول الإعدادي.
وقال الوزير إنه سيجري توفير نسخة مترجمة من المناهج للمدارس الخاصة لغات خلال المرحلة الابتدائية، على الرغم من عدم اقتناع الوزارة بذلك، مضيفًا أنه بالنسبة للطلاب الملتحقين بالصف الأول الابتدائي في سبتمبر 2018 بالمدارس التجريبية سيكون التدريس لهم كذلك باللغة الانجليزية -استثناءً، مراعاة لعدم معرفتهم بالنظام الجديد، ولكن بدءًا من العام الدراسي 2019 سيدرس كل الطلاب باللغة العربية: "ده احترامًا للورث اللي مش عارفين نفطم الناس منه".
وأثارت تصريحات الوزير أولياء الأمور، نظرًا لأن المدارس التجريبية أو "الرسمية المتميزة" كانت تدرس العلوم والرياضيات للطلاب باللغة الإنجليزية خلال المرحلة الابتدائية، مشيرين إلى أن السماح للمدارس الخاصة لغات بالتدريس باللغات وتحويل المدارس التجريبية للغة العربية يعد تمييزًا بين المدارس، ويساعد المدارس الخاصة على استغلال الطلاب.
وقال عدد من أولياء الأمور إن سبب اتجاههم للمدارس التجريبية، رغم أنها مدارس بمصروفات، وتقبل الطلاب في سن كبيرة نسبيًا عن طلاب المدارس الحكومية، مميزاتها من انخفاض كثافة الفصول، والتدريس باللغة الانجليزية من مرحلة رياض الأطفال، ولكن مع تطبيق النظام الجديد للتعليم، فإن أبناءهم تساووا مع طلاب المدارس الحكومية الأقل منهم في السن، ولم يحصلوا على أي ميزة من التحاقهم بالتجريبيات.
وبرر الوزير اتجاه الوزارة لتعريب المناهج بالنظام الجديد طوال المرحلة الابتدائية، قائلًا إنه لا بد من تعليم الطلاب لغتهم الأم لعدد من السنوات حتى يتقنوها، مؤكدًا أنه لا يوجد دولة في العالم تدرس المواد بغير لغتها إلا مصر: " أولياء الأمور متهيأ لهم إن ولادهم لما يرطنوا إنجليزي دي وجاهة اجتماعية، الوجاهة إن الطالب يعرف عربي، أمال ليه لما بيوصلوا ثانوي أولياء أمور مدارس اللغات بيطالبوا بتعريب الامتحانات، بيناقضوا نفسهم ليه؟ الطلبة مش بيعرفوا يقروا القرآن ولا بيفهموا الشعر أمال فين الهوية؟"
وقال إن الطلاب الملتحقين بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي في سبتمبر 2018، سيدرسون: منهجًا متعدد التخصصات يشمل: اللغة العربية، الرياضيات، العلوم، والدراسات "كلها باللغة العربية حتى نهاية المرحلة الابتدائية"، ومناهج منفصلة هي: اللغة الإنجليزية، التربية الدينية، والتربية الرياضية والصحية.
ولفت شوقي إلى تعويض أولياء أمور التجريبيات نظرا لأنها مدارس بمصروفات، من خلال تقليل كثافات الفصول، وتزويد المدارس بالمعامل وغير ذلك من الأمور، ولكن دون المساس بجوهر المادة العلمية.
وعلق الوزير على بعض أولياء الأمور، الذين يرفضون مساواة أبنائهم الملتحقين بالتجريبيات، بطلاب المدارس الحكومية، نظرًا لكبر سنهم، قائلًا إن هذه المطالب تعد فردية: "الدولة مش هتفصل نظام لكل طالب حسب حالته، إحنا بنطبق النظام اللي هينفع كل الطلبة، اللي إحنا بنقوله ده صح بشهادة خبراء العالم".
وأوضح الوزير أن أولياء الأمور تركوا جوهر التغيير، واتجهوا للجدل حول إلغاء المدارس التجريبية: "أنا بقولهم، إننا هنقدم لولادكم لغة عربية ولغة أجنبية ممتازة في النظام الجديد، وعلى فكرة طلبة اللغات مش بيتخرجوا متقنين اللغة الإنجليزية زي ما انتوا متخيلين".