مثل كثير من أبناء جيله، استعد أحمد عمروسي لامتحانات الصف الأول الثانوي، التي بدأت اليوم بمادتي اللغة العربية والأحياء. ذاكر دروسه، تأكد من استكمال بطارية التابلت شحنها، جهز الكمامة والكحول، نام مبكرا ليذهب إلى مدرسته، لكنه عاد منها بخفي حنين، فمشكلة تقنية حالت دون تأدية الامتحانين، وعوضًا عن ذلك سجل وبعض رفاقه أسماء من لم يؤدوا الامتحانين على ورقة بأمر من مدير لجان الامتحانات بمدرسته. فيما تقول مصادر بوزارة التربية والتعليم إنها "مشكلة محدودة في عدد من المحافظات".
على بعد خطوات من مدرسة "الشهيد أحمد محروس"، كان أحمد عائدا من المدرسة، على وجهه أسى وحزن، وكثير من القلق، وحين هم بدخول شارعه بشبرا الخيمة، استوقفه طلاب من الصف الثاني الثانوي ممن يعرفونه، وقبل أن يخبرهم بأنه لم يؤد امتحاناته اليوم، أخبروهم هم بالأمر، إذ أن مدرسهم الذي كان يجهز نفسه لإعطائهم درسا خصوصيا، ظل عالقا في اللجنة التي يشرف عليها بالمدرسة، بعد مد فترة الامتحانين عسى أن يتمكن الطلاب من تأدية الامتحانات، لكن بلا جدوى، وبالتالي حرم طلابه من درسهم الخصوصي، وكسبوا مزيدا من القلق على أنفسهم، فامتحاناتهم في الغد: "أنا ذاكرت ورحت المدرسة، والامتحان منزلش على المنصة، وطلع واي فاي المدرسة فيه مشكلة" يحكي أحمد، الذي تابع بعد ذلك شكاوى أخرى عن سقوط السيستم، على عدد من صفحات ومجموعات مواقع التواصل.
نفذ طالب الصف الأول الثانوي، توجيهات المشرفين على اللجنة، بتجربة الدخول على المنصة أكثر من مرة، واستمع لأحاديثهم الشخصية عن تزايد أعداد المشتكين من صعوبة الوصول إلى الامتحان في محافظات أخرى، لكن وبعد دقائق من بداية امتحان اللغة العربية، استطاع بعض زملائه الوصول للمنصة، من خلال باقات الإنترنت التي على هواتفهم المحمولة، وإيصالها بالتابلت، فيما ظلت شبكة الإنترنت الخاصة بالمدرسة غير مجدية: "فللأمانة في طلاب امتحنوا، بس أنا مجبتش موبايلي عشان قالولنا متروحوش بيه المدرسة، وملقتش رصيد في التابلت رغم إني شاحنه، وكل ما أشتكي يقولولي حاول تاني". ومع مرور وقت الامتحانين دون أحمد اسمه ضمن آخرين على ورقة تفيد بأنه لم يؤد أي اختبار.
طلبات المحاولة بالوصول للامتحانين كانت تثير ضحك الصغير، الذي كان يحكي مشكلته لعدد من طلاب الصف الثاني الثانوي، الذين يبدأون امتحاناتهم في الغد، فسارع كل منهم إلى التأكد من وجود رصيد كافي استعدادا لامتحانات الغد بدلا من الاعتماد على شبكة المدرسة: "إحنا برضه أول مرة لينا نمتحن بالتابلت في المدرسة، السنة اللي فاتت امتحنا في البيت" قالها خالد ياسر، طالب الصف الثاني الثانوي، وهو يقف مع مجموعة من أصدقائه، يحاولون معرفة ما سيحدث معهم في الغد، واتجهوا جميعا إلى أحد مراكز الاتصالات للتأكد من أرصدتهم على التابلت، لكن مشكلة السيستم ظلت قائمة في أذهانهم، بحسب خبرتهم في العام الماضي: "السنة اللي فاتت برضه السيستم كان واقع وممتحناش بعض المواد" قالها يوسف عبد الجليل، الذي كان قلقا من امتحانات زملائه الصف الأول الثانوي، فإن تكرر معه ما حدث معهم فلا يعرف مصيرا لذلك: "اللي حصل مع أولى ثانوي انهاردة يخلينا قلقانين جدا من بكرة، ومش عارفين إيه اللي هيحصل لو السيستم وقع معانا".
وكانت مصادر بوزارة التربية والتعليم، قد أكدت في تصريحات صحفية أن الوزارة وجهت تعليمات بمد زمن امتحان اللغة العربية، لينتهي في الـ12 ظهرا، في المحافظات التي تعرضت لمشكلات تقنية، بعد أن كان مقررا له الانتهاء في الـ10 والنصف صباحا، وأن 86% من الطلاب تمكنوا من أدائه إلكترونيا. لكن أحمد وبعض زملائه لم يكونوا إلا من الـ14% الآخرين ممن لم يتمكنوا من ذلك.
المصدر | مصراوي