مراجعة بلاغة للثانوية العامة | المُشاكَلَة في علم البديع
بلاغة - المُشاكَلَة في علم البديع اللغة العربية الصف الثالث الثانوى
أ/ جبريل عبد الظاهر
هل تعرف " المشَاكَلة "
المشَاكَلة في اللغة : المشابهة والمماثلة.
والمشاكلة في الاصطلاح هنا : ذكْرُ الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته .
أمثلة:
المثال الأول :
قول "عمرو بن كلْثُوم":
ألاَ لاَ يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا * فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلينَا
سَمَّى تأديبَ الجاهل على جَهْلِهِ جَهْلاً من باب المشاكلة، مع أنّ التأديب والعقاب ليسا من الْجَهْل .
والمرادُ من الجهل هنا السّفَهُ والغضَبُ المنافي للحلْم ، وما ينتُجُ عنه من أعمال غَيْرِ حميدة.
قول الله عزّ وجلّ في سورة (البقرة) :
{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
إنّ مقابلة الاعتداء بمثله لا يُسَمَّى في الأصل اعتداءً ، ولكنْ سوَّغ هذا الإِطلاق داعي المشاكلة ، ولِيُعْطيَ اللَّفْظُ معنى المماثلة في تطبيق العُقُوبَةِ دون زيادة ، لأنّ معنى كلمة "اعتدى" في الأصل تجاوز حُدُود الحقّ ، ومن العدل أن يُقَابَلَ التجاوز مماثل له.
تفصيليا
المشاكلة
تعريفها : ذكر الشيء بلفظ غيرة لوقوعه في صحبته تحقيقا أو تقديديرا
مثل ذكر الشيء بلفظ غيرة لوقوعه في صحبته , أو بلفظ مضاد للمصاحب له , أو بلفظ مناسب له . ( 1) بغية الأيضاح لتلخيص ا لمفتاح ص19.
وقيل أنها : هي الإتيان باسم من الأسماء المشتركة في موضعيين ومفهومها مختلف . (2) الصبغ البديعي في اللغة العربيةص285 .
وقيل : هي لون من اتحاد اللفظ واختلاف المعنى , يرتكز على انحراف دلالة أحد الدالين المتشاكلين . (3) البديع في علم البديع ص239.
والمشاكلة نوع من أنواع التكرير اللفظي . ومن أنواعه التكرير المعنوي " المناسبة " .
التكرير اللفظي " المشاكلة " وهو إعادة اللفظ الواحد بعينه وبالعدد أو بالنوع مرتين فصاعداً .
المجاز المرسل : هو اللفظ المستعمل في غير ماوضعت له في اصطلاح التخاطب لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعه من إرادة المعنى الوضعي .
( 1) مراجعات بلاغية في المجاز المرسل .د محمود توفيق . ص3.
وهو ماكانت العلاقة بين مااستعمل فيه وما وضع له ملابسة غير التشبيه . مثاله : كاليد إذا استعملت في النعمة لأن من شانها أن تصدر عن الحاخة ومنها تصل الى المقصود بها . ويشترط ان يكون في الكلام اشارة الى المولي لها . فلايقال ( أتسعت اليد في البلد ) كما يقال : ( اتسعت النعمة في البلد ) . وإنما يقال : ( جلت يده عندي ) . الايضاح ص292.
التورية والابهام : ان يطلق اللفظ وله معنيان قريب وبعيد ويراد به البعيد منهما .
ولافرق فيها ان يكونا حقيقين او مجازين أو مختلفين . ولابد في التورية من قرينة خفية تدل على المعنى المراد .
فإذا كانت القرينة ظاهرة لم يكن تورية . وبهذا تمتاز عن المجاز والكناية .كما تمتاز بأن كل واحد من معنييها يفهم من اللفظ من غير وساطة الاخر او احتياج إلى علاقة بينهما . وهذا سبب في ان التورية ليست من علم البيان كالمجاز والكناية . وإني أرى أن تدخل في إرادة المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة .
فيقال في معنى الاستيلاء مثلاً : " الرحمان استوى على العرش وستولى عليه . وهكذا - وبهذا يمكن إدخالها في علم البيان كالمجاز والكناية ومن عدها في البديع نظر الى المعنى القريب لسرعة ادراكه قبل البعيد يكون له كالحجاب , فيظهر من ورائه للطفه بصورة الوجه المبرقع الجميل .
بغبية الايضاح لتلخيص المفتاح .ج4.ص26.
وعدت المشاكلة من المحسنات البديعية لأنها تنقل المعنى إلى لباس له غير مألوف فيحدث عجباً أو طربا .
* أن المشاكلة مجاز مرسل علاقة المجاورة . والحق أنها ليست منه لأن علاقة المجاورة تكون بين مدلول اللفظين لابين اللفظين كما في المشاكلة . فهي تصبح بمجرد وقوع اللفظ في صحبة آخر ولو لم توجد علاقة بين مدلوليهما كما في قول( قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ...البيت .
وقد توجد علاقة بين مدلوليها كما في قوله تعالى :" وجزاء سيئة سيئة مثلها " فإن السيئة الأولى المعصية والثانية جزاؤها . وبينها علاقة السببية .
* المجاز استخدام المفردات في غير ماوضعت له أصلاً ولو جودة علاقة مع قرين ة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي لها , والمجاز هو كلام الذي يحتمل التأول .
* حاجة المشاكلة الى قرينة والفرق بينها وبين قرينة المجاز والكناية الفرق بين الكناية والمجاز من جهة إرادة المعنى مع إرادة لازمة . فإن المجاز ينافي ذلك فلا يصح في نحو قولك ( في الحمام أسد ) أن تريد معنى الأسد من غير تأول . لأن المجاز ملزوم قرينةمعاندة لأرادة الحقيقة , وملزوم معاندة الشيء معاندة لذلك الشيء.