حسام بدراوي:
هذا ما قلته منذ عام واكرره الآن
أنا أتأنى جدا قبل انتقاد ما يحدث في نظام التقويم في التعليم هذه الأيام . ولكني لا أستطيع تجاهل أن فكرة جعل امتحان أولى ثانوي ورابعه ابتدائي وسنوات النقل امتحان لكل مصر في نفس الوقت هو مركزيه غير مطلوبه واختلاق لمشكلة لم تكن موجودة بدون داع. هذه مراحل تقييم على مستوى المدارس في كل مكان في العالم. ولابد لنا من تأكيد اللامركزية في اطار قواعد عامة.
واكرر ان التابلت وسيلة وليس هدف.
صحيح هدفنا هو أن يكون التعليم رقميا ، أي أن يفكر الطالب رقميا ويحصل علي المعلومة ويقيم رقميا ويستدعي ذلك أن يكون المدرس والمدرسة كذلك. وهذا يستدعي تطبيقا له فلسفة وكثيرا ما كان الخطأ في التطبيق سببا في فشل فلسفة صحيحة.
ويهمني أن أذكر الجميع أن الركائز الخمسة لرؤية التعليم ٢٠٣٠ هي
١-الإتاحة والجودة وعدم التمييز
٢-حوكمة إدارة العملية التعليمية مركزيا ولا مركزيا
٣-دمج الرقمية في وجدان الطلاب والمدرسين والمدارس
٤- بناء الشخصية السوية بقيم محددة وهو يستدعي فاعلية النشاط الرياضي والثقافي
٥- القدرة التنافسية
إن ما نتكلم فيه الآن على كل المستويات هو جزء صغير من وجوبية تطوير التعليم لأن الركائز الخمس التي ذكرتها في رؤية التعليم متكاملة ويجب أن تسير يدا بيد، ولا أرى أو أسمع عن الجهود المبذولة فيها، والجانب السياسي المعتبر هو التواصل مع المجتمع واعتباره جزء من الحل وليس السبب في المشكلة
وبالمناسبة فان مرتكزات التقويم وفلسفته لا تتغير بتغير وسيلته لأنها تعتمد علي معايير عالمية هي
-الصلاحية اَى أن الامتحان يقيس فعلا ما هو مطلوب قياسه وفق المنهج المحدد
- الموثوقية اَى أن الامتحان يعطى ذات النتائج للطلاب حتي اذا تغيرت وسائله و
- العدالة والإنصاف و تكافؤ الفرص
يجب تحويل التقويم الطلابي إلى عملية ممتعة وعادلة وشمولية تختبر ما يعرفه الطلاب فعلاً كما تختبر كيفية أدائهم وتعمل على تنمية مهارات التعلم وتحقيق الذات، لكي لا تبقى تلك العملية المرعبة ( قلق الامتحانات ) والتي كرست ممارسات مثل الدروس الخصوصية، وشراء المذكرات والغش في الامتحانات للخروج من مأزق علامات التقدير المنخفضة التي تؤدي إلى المقارنة بالآخرين والحكم المطلق بالفشل.
لقد تغيرت النظرة إلى مفهوم التقويم، فأصبحنا نراه على أنه وصف بدلاً من قياس، أداء وليس اختبار، ملف أعمال بدلاً من درجة، بنائي وتشخيصي بدلاً من مصدر أحكام، أداء تعاوني وتأمل وتقويم للذات بدلاً من التنافس وتقويم الآخرين.
في حقيقة الأمر أن النجاح في الامتحانات هو دلالة لنجاح المدرس وليس الطالب ، لأن التلاميذ والطلاب كلهم عندهم القابلية للنجاح اذا تم تعليمهم جيدا.
وأنهي مداخلتي بالتأكيد علي أن الإقدام علي تجربه الامتحان الرقمي شجاعة تستحق التقدير شابها أخطاء ، ولابد سيتم تصحيحها . ولكن علي الوزارة الاستمرار وليس التراجع أمام ضغوط تريد بقاء الأمر علي ما هو عليه اكتفاء بالشكوى والانتقاد.
الاستقرار يأتي بالمضي نحو الحداثة وليس بالسكون والتوقف حتي لو أخطأنا أحيانا."
يقول أينشتاين "من لم يخطئ في حياته، لن يتعلم أي شيء جديد، والأمر نفسه يسري على الدراسة، فخطأك لا يعني الفشل.
- الموثوقية أي أن الامتحان يعطى ذات النتائج للطلاب حتي اذا تغيرت وسائله ور بدون التخلي عن الشجاعة والمخاطرة المحسوبة وتحمل المسئولية.