لطلاب الثانوية العامة نقدم , مراجعة الاستعارة | لغة عربية | بلاغة الثالث الثانوي
الاستعارة | لغة عربية | بلاغة | 1 | الثالث الثانوي 2021
#الاستعارة
اللغة العربية .. البلاغة دفعة التابلت
تدريبات بلاغية #عربي3ث نظام حديث 2021 بالاجابات الصحيحة
220 سؤال إختر في المحسنات الدبعية
150 سؤال إختر في التشبيه والاستعارة وسر الجمال فيها
130 سؤال إختر في الاستعارة بنوعيها التصريحية والمكنية
انتظرونا في باقي التدريبات البلاغية
والجديد تدريبات نحوية أكثر من رائعة
ملحوظة :-نموذج الاجابات للاختيار (د)
يعني الإجابات الصحيحة كلها إختيار حرف (د)
ــــــــــــــــــــ
الاستعارة: هي مجاز علاقته المشابهة؛ كقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [إبراهيم: 1]؛ أي: من الضلال إلى الهدى.
فقد استعملت الظلمات والنور في غير معناهما الحقيقي، والعلاقة المشابهة بين الضلال والظلام، والهدى والنور، والقرينة ما قبل ذلك (1).
(1) قوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [إبراهيم: 1] الكتاب هو القرآن، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وأضيف الإخراج إليه؛ لأنه هو السبب، وإلا فالمُخرِجُ حقيقةً هو الله عز وجل.
وقوله: ﴿ مِنَ الظُّلُمَاتِ ﴾؛ أي: من ظلمات الجهل.
وقوله: ﴿ إِلَى النُّورِ ﴾؛ أي: إلى نور العلم.
ولو أننا أخذنا الظلمات على إطلاقها، لكان المعنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج الناس من الظل إلى الشمس مثلًا، أو من الحجرة إلى فِنائها، لكن المراد بقوله سبحانه: ﴿ مِنَ الظُّلُمَاتِ ﴾؛ أي: من الجهل الذي هو الضلال: ﴿ إِلَى النُّورِ ﴾؛ يعني: إلى العلم والهدى.
وما هي الاستعارة التصريحية الأصلية؟
الجواب: التصريحية هي التي يستعار فيها المشبه به للمشبه.
والأصلية: هي التي ليست مشتقة، أما المشتقة فإنها تكون تبعية.
ووجه ذلك: أنك استعرت المعنى أولًا، ثم حولته إلى مشتقة؛ اسم الفاعل، أو اسم المفعول، أو المبني للفاعل، أو المبني لما لم يسمَّ فاعله.
وأصل الاستعارة: تشبيه حُذِف أحد طرفيه، ووجه شبهه، وأداته (1).
والمشبه: يسمى مستعارًا له، والمشبه به يسمى مستعارًا منه، ففي هذا المثال المستعار له هو الضلال والهدى، والمستعار منه هو معنى الظلام والنور، ولفظ الظلمات والنور يسمى مستعارًا.
(1) فأصل الاستعارة: هو التشبيه.
مثال ذلك: أن تقول: محمد كالبحر في العطاء.
ثم تحذف وجه الشبه، فتقول: محمد كالبحر.
ثم تحذف الأداة، فتقول: محمد بحر.
ثم تحذف أحد الطرفين: محمد، أو بحر، فتقول: رأيت بحرًا ينفق المال على الناس بلا حساب.
فالآن لم يبقَ معنا من أركان التشبيه إلا طرف واحد، وهو المشبه به، وعلى هذا فإذا أردت أن تأخذ استعارة، فكوِّنْ أولًا تشبيهًا تامًّا، ثم خصص؛ أي: احذف وجه الشبه، ثم أداة التشبيه، ثم المشبه، ثم كوِّنْ جملة يتم بها الكلام.
فإذا أردت أن تمدح شخصًا بالعلم، فإنك تقول: علي كالبحر في العلم.
ثم تحذف وجه الشبه، فتقول: علي كالبحر.
ثم تحذف أداة التشبيه، فتقول: علي بحرٌ.
ثم تحذف المشبه، وهو "علي"، فيبقى معك كلمة (بحر)، وهي كلمة مفردة، فتجعلها في جملة مفيدة، فتقول: رأيت بحرًا يعلم الناس.
وإذا أردت أن تستعير أصلًا لرجل شجاع، فإنك تقول: فلان كالأسد في الشجاعة.
فتحذف وجه الشبه، فتقول: فلان كالأسد.
ثم تحذف أداة التشبيه، فتقول: فلان أسد.
ثم تحذف المشبه، وهو كلمة "فلان"، فيبقى كلمة "أسد"، فتجعلها في جملة مفيدة، فتقول: رأيت أسدًا، فتجعلها في جملة مفيدة، فتقول: رأيت أسدًا يحمل سيفًا؛ ولذلك قرر المؤلف أن أصل الاستعارة تشبيه حُذِف أحد طرفيه، ووجه شبهه، وأداته.
وتنقسم الاستعارة إلى مصرحة، وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به؛ كما في قوله:
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردًا وعضَّت على العُنَّاب بالبَرَدِ (1)
فقد استعار اللؤلؤ والنرجس والورد والعُنَّاب والبَرَد للدموع والعيون والخدود والأنامل والأسنان (2).
(1) هذا البيت غريب، وهو فصيح، وفيه تشدد في الاستعارة.
(2) هذا على سبيل اللف والنشر المرتب[1]؛ فالمراد أنه استعار اللؤلؤ للدموع، والنرجس للعيون، والورد للخدود، والعُنَّاب للأنامل، والبَرَد للأسنان.
والمعنى: أن المرأة بكت، وحصل من بكائها ما ذكر.
ولو قال قائل: ذكرتم أن المجاز - سواء كانت علاقته المشابهة أو غير ذلك - فإنه لا بد فيه من قرينة وعلاقة، فما هي القرينة التي تمنع من إرادة المعنى الحقيقي في هذا المثال؟
الجواب: أما القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي، فهي أنه لا يمكن أن تمطر السماء لؤلؤًا، وكذلك يقال في الباقي.
وأما العلاقة فهي في كل هذه الكلمات المشابهة؛ فقد شبه دموعها باللؤلؤ، والغرض من ذلك التحسين، وكذلك يقال في البواقي.
فعلى سبيل المثال نقول: العلاقة بين العُنَّاب والأنامل اللون؛ لأن العُنَّاب لونه أحمر، وهذه قد صبغت أناملها بالحنَّاء، فصارت تشبه العنَّاب.
وإلى مكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه؛ كقوله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [الإسراء: 24].
فقد استعار الطائر للذل، ثم حذفه، ودل عليه بشيء من لوازمه، وهو الجَناح، وإثبات الجَناح للذل يسمونه استعارة تخييلية (1).
(1) لأن الذل حقيقةً ليس له جَناح، لكن تخيله كأنه طائر له جَناح، فحذفه، ورمز إليه بشيء من لوازمه.
ومثال ذلك أيضًا: قوله سبحانه: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾ [البقرة: 16] إذا جعلنا الاستعارة في كلمة الضلالة، فنقول: شُبِّهت الضلالة بالمتاع؛ لأن المتاع هو الذي يشترى، وحذف المتاع، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو الشراء، فهذه استعارة مكنية.
وقال الشاعر:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيتَ كل تميمة لا تنفع
قوله: إذا المنية أنشبت أظفارها، من المعلوم أنه ليس للمنية أظفار تنشب، لكن شبه المنية بالوحش أنشب ظفره، وحذف الوحش، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو الأظفار.
والخلاصة الآن: أنه إذا وجد المشبه به، فهي تصريحية، وإذا وجد المشبه، وحذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه - فهي مكنية.
بقي لنا الآن قوله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [الإسراء: 24].
إذا قلنا: إن في القرآن مجازًا، فتخريجها واضح، كما قال المؤلف، لكن إذا قلنا: ليس به مجاز، فكيف نخرج هذه الآية؟
الجواب: نخرج هذه الآية على أنه من المعروف أن الذل ليس له جَناح، لكن لما كان الإنسان إذا استعلى على غيره، وتجبر عليه، وارتفع، صار كأنه طائر، فأمر أن يخفض الجَناح الذي يكون به الطيران حتى ينزل ويكون بالنسبة لوالديه ذليلًا.
وحينئذ نقول: إن السياق يمنع تمامًا أن يكون المراد أن الذل طائر له أجنحة، وأن الله أمر أن يخفض له الجَناح، فهذا شيء معروف أنه لا يمكن.
وتنقسم الاستعارة إلى أصلية، وهي ما كان فيها المستعار اسمًا غير مشتق، كاستعارة الظلام للضلال، والنور للهدى.
وإلى تبعية، وهي ما كان فيها المستعار فعلًا أو حرفًا أو اسمًا مشتقًّا، نحو: ركب فلان كتفي غريمه؛ أي: لازمه ملازمة شديدة.
وقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة: 5]؛ أي: تمكنوا من الحصول على الهداية التامة.
ونحو قوله:
ولئن نطقتُ بشكر برِّك مفصحًا فلسان حالي بالشكاية أنطق
أي: أدل (1).
(1) الآن إذا كانت الاستعارة في فعل، أو حرف، أو مشتق، فهي تبعية، وإذا كانت في اسم جامد فهي أصلية، وذلك واضح؛ لأن أصل الأفعال والمشتقات مصادر اشتق منها هذا.
فإذا قلت: رأيت أسدًا يحمل حقيبة، فهي أصلية؛ لأنها جرت في اسم جامد غير مشتق.
وإذا قلت: ركب فلان كتفي غريمه، شبه الملازمة بالركوب، فهنا "ركب" فعل، فتكون تبعية.
وأيضًا: قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾ [البقرة: 16].
نحن أجريناها قبل قليل على أنها مكنية، لا تصريحية، ويمكن أن نجريها تصريحية، ونجعلها في كلمة "اشتروا".
فـ: "اشتروا" بمعنى اختاروا الضلالة على الهدى، فشبه اختيارهم الضلالة على الهدى بالشراء، بجامع في كل منهما، ثم استعار لفظ الاشتراء للاختيار، ثم اشتق من الاشتراء "اشتروا".
إذن: التبعية أطول إجراءً من الأصلية؛ لأن التبعية لا بد أن تجريها في أصل المعنى، ثم تقول: واشتق منه كذا وكذا؛ ولهذا سميت تبعية.
فالخلاصة الآن: أنه إذا كانت الاستعارة في اسم جامد فهي أصلية، وإذا كانت في اسم مشتق، أو فعل، أو حرف، فهي تبعية.
أما الإجراء: فالأصلية أسهل؛ فإنك إذا قلت: رأيت أسدًا يحمل حقيبة، تقول: شبه الشجاع بالأسد بجامع الإقدام في كل منهما، ثم استعير الأسد للرجل الشجاع، وبذلك ينتهي الإجراء.
لكن إذا أجريت التبعية في قوله: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾ [البقرة: 16]، فقلت: "اشتروا" بمعنى اختاروا، فشبه الاختيار بالاشتراء، بجامع الرغبة في كل منهما، ثم اشتق من الاشتراء "اشتروا" بمعنى "اختاروا"، فتجد أن التبعية أطول إجراءً من الأصلية.
وقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة: 5]، هل الهدى شيء يركب؟
الجواب: لا، ولكن كلمة "على" استعيرت، أو "الهدى" استعير استعارة مكنية؛ وذلك لأن الهدى - الذي هو المعنى، وهو العلم - لا يمكن أن يركب، لكن شبه ملازمته للهدى بالركوب عليه.
وتنقسم الاستعارة إلى مرشحة، وهي ما ذكر فيها ملائم المشبه به، نحو: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ﴾ [البقرة: 16]؛ فالاشتراء مستعار للاستبدال، وذكر الربح والتجارة ترشيح (1).
(1) معنى المرشَّحة: المقوَّاة.
فقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾ [البقرة: 16].
الاستعارة انتهت إلى هذا الحد.
وقوله تعالى: ﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ﴾ [البقرة: 16]، هذه جملة تقوي الاستعارة.
فالاستعارة ذكرنا أنها في الشراء، والتجارة تناسب الشراء؛ لأن الرجل يشتري الشيء ليربح فيه، أو ليستعمله في بيته مثلًا، فهذا نسميه ترشيحًا.
يعني: إذا ذكر في الاستعارة ما يلائم المشبه به، سُمِّي ذلك ترشيحًا.
وإلى مجردة، وهي التي ذكر فيها ملائم المشبه، نحو: ﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ﴾ [النحل: 112]، استعير اللباس لما غشي الإنسان عند الجوع والخوف، والإذاقة تجريد لذلك.
وإلى مطلقة، وهي التي لم يذكر معها ملائم، نحو: ﴿ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 27] (1)، ولا يعتبر الترشيح والتجريد إلا بعد تمام الاستعارة بالقرينة (2).
(1) قسم المؤلف رحمه الله الاستعارة إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما ذكر فيه ملائم المشبه به، وهذه تسمى مرشحة.
والثاني: ما ذكر فيه ملائم المشبه، وهذه تسمى مجردة.
والثالث: ما خلا عن ملائم هذا وهذا، فهذه تسمى مطلقة.
وكذلك ما ذكر فيها ملائم هذا وهذا؛ لأنها تسمى مطلقة.
واعلم أن هذه اصطلاحات، فليست شيئًا مبنيًّا على دليل؛ فهو مصطلح من جنس المصطلح في علم الحديث.
إذا قلت: رأيت أسدًا يحمل حقيبة، ويكتب بقلم، فقوله: "يكتب بقلم" هل يناسب المشبه أو المشبه به؟
الجواب: المشبه، إذن هذه مجردة.
وإذا قلت: رأيت أسدًا يحمل حقيبة، ويفترس أقرانه، فهذا ترشيح؛ لأنه يلائم المشبه به.
وإذا قلت: رأيت أسدًا يحمل حقيبة، فهذه مطلقة.
والخلاصة الآن: أنه إذا ذكر في الاستعارة ما يلائم المشبه به فهو ترشيح، والترشيح، يعني: التقوية.
وإذا ذكر ما يلائم المشبه فهو تجريد، يعني: كأنك بعد أن ادعيت أن هذا المستعار له هو المستعار، جردته بذكر ما يلائم المستعار له.
وإذا لم يذكر هذا ولا هذا، فهي مطلقة.
(2) وهذا ضروري، فلا يعتبر الترشيح والتجريد إلا بعد أن تتم الاستعارة.
وانظر إلى قولك: رأيت أسدًا يحمل حقيبة، فهذا استعرته للرجل الشجاع، وكلمة (يحمل حقيبة) تناسب المشبه بلا شك، لكننا لا نجعلها هنا مجردة؛ لأن هذه هي القرينة المانعة.
إذن: التجريد والترشيح لا يعتبر إلا بعد تمام الاستعارة بقرينتها، وبهذا ينتهي الكلام عن الاستعارة.
أسئلة على الاستعارة
السؤال الأول: هل الجمل التالية استعارة أم حقيقة؟
١- رأيت نعامة تدس رأسها في الرمل.
٢- رأيت نعامة تحمل سيفًا، لا تضرب به.
الجواب:
١- الجملة الأولى: رأيت نعامة تدس رأسها في الرمل، هذه حقيقة؛ لعدم القرينة.
٢- والجملة الثانية: رأيت نعامة تحمل سيفًا، لا تضرب به، هذه استعاره، والقرينة: "تحمل سيفًا، لا تضرب به".
السؤال الثاني: وضح الاستعارة ونوعها وتقريرها في الأمثلة الآتية:
(أ) قال الله تعالى: ﴿ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [الحديد: 17].
(ب) قال الله تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ [الأنعام: 122].
(ج) قال تعالى: ﴿ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 27].
(د) قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
(هـ) قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأعراف: 60].
(و) إن التباعد لا يضر ـرُ إذا تقاربت القلوبُ
(ز) رأيت قسًّا اليوم.
(ح) فإن تعافوا العدل والإيمانا فإن في إيماننا نيرانا
(ط)
فوق حد الورد دم
ع من عيون السحب يذرف
برداء الشمس أضحى
بعد أن سال يجفف
(ى) سأبكيك للدنيا وللدين إن أبت فإن يد المعروف بعدك شلت
(ك) دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان
(ل) لسنا وإن أحسابنا كرمت يومًا على الأحساب نتكل
(م) لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لِبَدٌ أظفاره لم تُقلَّم
الأجوبة عنها:
(أ) فيه استعارة تصريحية تبعية.
تقريرها: شبه تزيين الأرض بالنبات الأخضر النضر بالإحياء، واستعير اللفظ الدال على المشبه به، وهو الإحياء، واشتق من الإحياء بمعنى التزيين (يحيى)، بمعنى: (يزين) على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
(ب) فيه استعارتان تصريحيتان تبعيتان:
يقال في تقرير الأولى: شبه الضلال بالموت، بجامع عدم النفع في كل، واستعير لفظ المشبه به للمشبه، واشتق منه (ميتًا)، بمعنى: (ضالًّا) على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
ويقال في تقرير الثانية: شبه الهدى بالإحياء، بجامع النفع في كل، واستعير الإحياء للهدى، واشتق منه (أحيينا)، بمعنى: (هديناه)، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
(ج) فيه استعارة تصريحية تبعية مطلقة.
يقال في تقريرها: شبه إبطال العهد بفك طاقات الحبل، بجامع عدم النفع في كل، واستعير اللفظ الدال على المشبه به - وهو النقض - للمشبه - وهو الإبطال.
واشتق منه (ينقضون)، بمعنى: (يبطلون) على طريق الاستعارة التصريحية التبعية المطلقة؛ لأنها لم تقترن بشىء.
(د) فيه استعارة تصريحية.
يقال في تقريرها: شبه تمكنه صلى الله عليه وسلم من الأخلاق الشريفة والثبوت عليها بتمكن من علا دابة يصرفها كيف شاء، بجامع التمكن والاستقرار في كل.
فسرى التشبيه من الكليات للجزئيات، فاستعير لفظ (على) الموضوع للاستعلاء الحسي للثبات والاستعلاء المعنوي على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
(هـ) فيه استعارة تصريحية تبعية.
يقال في تقريرها: شبهت (في) التي تدل على الارتباط بـ: (في) التي تدل على الظرفية، بجامع التمكن في كل.
فسرى التشبيه من الكليات إلى الجزئيات، فاستعيرت (في) من الثاني للأول على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
والقرينة على ذلك كلمة (الضلال).
(و) فيه استعارة تصريحية تبعية مطلقة.
يقال في تقريرها: شبه التواد بالتقارب، بجامع الألفة في كل منهما، ثم استعير التقارب للتواد، واشتق منه (تقارب) بمعنى (توادّ) على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية المطلقة.
والقرينة كلمة "القلوب".
(ز) فيه استعارة تصريحية أصلية.
يقال في تقريرها: شبه الرجل الفصيح بقس بن ساعدة بجامع الفصاحة في كل، واستعير "قس" للرجل الفصيح على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية.
(ح) فيه استعارتان: مكنية أصلية، وتصريحية أصلية.
يقال في تقرير الأولى: شبه العدل والإيمان بشيء كريه يعاف، بجامع كراهة النفس للكل، واستعير لفظ المشبه به للمشبه، وحذف، ورمز إليه بشيء من لوازمه - وهو "تعافوا" - على طريق الاستعارة المكنية الأصلية، وإثبات "تعافوا" للعدل والإيمان، تخييل.
ويقال في تقرير الثانية: شبهت السيوف القاطعة بالنيران، بجامع الضرر في كل، واستعير لفظ المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية.
(ط) فيه ثلاث استعارات مكنيات في الورد والسحب والشمس.
يقال في تقرير الأولى: شبه الورد بإنسان جميل بجامع الحسن في كل، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه - وهو الخد - على طريق الاستعارة المكنية الأصلية المرشحة.
والقرينة هي إضافة (خد) إلى الورد.
ويقال في تقرير الثانية: شبه السحاب بإنسان بجامع النفع في كل، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه - وهو العيون - على طريقة الاستعارة المكنية الأصلية المرشحة.
والقرينة: إثبات العيون للسحب.
ويقال في تقرير الثالثة: شبهت الشمس بامرأة حسناء، بجامع الجمال في كل، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو الرداء، على طريق الاستعارة الأصلية المجردة.
والقرنية: هي إثبات رداء الشمس.
ويقال للقرينة في الثلاثة استعارة تخييلية.
(ى) فيه استعارة مكنية.
يقال في تقريرها: شبه المعروف بإنسان له يد تعطي، بحامع الإعطاء في كل منهما، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو اليد، على سبيل الاستعارة المكنية المرشحة.
والقرينة كلمة "يد"، وهي الاستعارة التخييلية، وشلت: ترشيح.
(ك) فيه استعارة تصريحية تبعية.
ويقال في تقريرها: شبه الدلالة بالقول، بجامع إيضاح المراد في كل، واستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه.
واشتق من قوله بمعنى الدلالة: (قائل) بمعنى (دال) على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
والقرينة: نسبة القول إلى الدقات.
(ل) فيه استعارة تصريحية تبعية.
يقال في تقريرها: شبه مطلق ارتباط بين "حسيب وحسب" بمطلق ارتباط بين مستعل ومستعلى عليه، بجامع التمكن والاستقرار في كل.
ثم استعيرت (على) من جزئي من جزئيات الأول لجزئي من جزئيات الثاني، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
(م) فيه استعارة تصريحية أصلية.
يقال في تقريرها: شبه الرجل الشجاع بالأسد، بجامع الجراءة في كل.
واستعير الأسد للرجل الشجاع على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية المطلقة؛ لاقترانها بما يلائم المشبه - وهو شاكي السلاح - وبما يلائم المشبه به - وهو له لبد.
والقرينه حالية؛ أي: إنها تفهم من حالة الشاعر المتكلم.
السؤال الثالث: إذا كان المجاز علاقته المشابهة، فماذا يسمى؟
الجواب:
يسمى استعارة.
إذن الاستعارة مجاز علاقته المشابهة.
السؤال الرابع: إذا كان المجاز علاقته غير المشابهة، فماذا يسمى؟
الجواب:
يسمى مجازًا مرسلًا.
السؤال الخامس: متى تكون الاستعارة أصلية؟ مع التمثيل.
الجواب:
تكون الاستعارة أصلية إذا كان فيها اللفظ المستعار اسمًا جامًدا غير مشتق، بأن كان صادقًا على الكثيرين من غير اعتبار وصف من أوصافه، سواء كان اسم عين، أو اسم معنى.
فالأول نحو (الأسد) من قولك: رأيت أسدًا في الحمام؛ أي: رجلًا شجاعًا، فشبه الرجل الشجاع بالحيوان المفترس، بجامع الجراءة في كل.
ثم استعير اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأن الأسد اسم جامد لعين، وهو حقيقة الحيوان المعلوم.
والثاني نحو القتل من قولك: هذا قتل؛ أي: ضرب شديد، فشبه الضرب الشديد بالقتل، بجامع نهاية الإذاية في كل.
ثم استعير اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأن القتل اسم جامد لفعل هو سبب خروج الحياة.
السؤال السادس: متى تكون الاستعارة تبعية؟
الجواب:
تكون الاستعارة تبعية إذا كان فيها اللفظ المستعار فعلًا، سواء كان له مصدر أو لا؛ كـ (يزر)، ويدع، ونعم وبئس.
وسواء كان مجردًا عن الحرف المصدري، أو مقترنًا به، نحو: يعجبني أن تقتل كذلك؛ لأن الاستعارة للفظ المصرح به.
أو حرفًا، سواء كان له معنى واحد فقط؛ كـ: (لم)، فيكون فيه حقيقة وفي غيره مجازًا تبعيًّا، أو كان له معانٍ متعددة متبادرة منه، فيكون من المشترك اللفظي فيما وضع له على التحقيق وفي غيرها مجازًا تبعيًّا إن كان الحرف من غير حروف الجر والنصب والجزم.
وإلا بأن كان منها، فالبصريون على منع نيابة بعضها عن بعض، ويحمل ما ورد منه على التجوز في غير الحرف.
أو اسمًا مشتقًّا من الأسماء المشتقات من المصدر، وهي اسما الفاعل والمفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، وأسماء الزمان والمكان، والآلة، والتصغير، والاسم المنسوب.
السؤال السابع: ولماذا سميت تبعية؟
الجواب:
سميت تبعية لأن التبعية لا بد أن تجريها في أصل المعنى، ثم تقول: واشتق منه كذا وكذا.
السؤال الثامن: أين الاستعارة في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾ [البقرة: 16]؟ وما هو نوعها؟
الجواب: الاستعارة في "اشتروا"، وهي تبعية؛ لأن المستعار مشتق، وهو الفعل.
ويقال في إجرائها: شبه اختيار الضلالة على الهدى بالشراء، بجامع الرغبة في كل منهما، ثم اشتق من الشراء "اشتروا" بمعنى: "اختاروا" على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
ويقال في إجرائها في "الضلالة": شبه الضلالة بالمتاع الذي يشترى ويباع، ثم حذف المشبه به - وهو - المتاع - وأشار إلى شيء من لوازمه - وهو الاشتراء - على سبيل الاستعارة المكنية.
السؤال السابع: ما معنى القاعدة التي تقول: كل استعارة تبعية مكنية؟
الجواب:
معنى هذه القاعدة هو أنك إذا رأيت استعارة تبعية، فلك أن تجريها في نفس اللفظ، ولك أن تجريها في القرينة، وتقول: هذه الاستعارة التبعية من لوازم المشبه به، فتكون مكنية.
ولكن إذا أجريتها مكنية، فلا تجرها تبعية في آن واحد؛ لأن هذا تناقض.
إذن القاعدة الآن: كل استعارة تبعية، فقرينتها مكنية، وإذا أجريتها في إحداهما امتنع إجراؤها في الأخرى؛ لئلا يلزم أن تكون العبارة مستعارة من وجهين.
السؤال العاشر: عرف الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية؟
الجواب:
أولًا: الاستعارة التصريحية هي: ما صرح فيها بذكر لفظ المشبه به؛ أي: باللفظ الدال على المشبه به فقط، من غير أن يذكر شيء من أركان التشبيه سواه.
وتطلق على نفس اللفظ المذكور المستعار الدال على المشبه به.
وتسمى هذه الاستعارة تصريحية؛ للتصريح فيها باللفظ المستعار الدال على المشبه.
ثانيًا: الاستعارة المكنية: هي ما ذكر فيها لفظ المشبه فقط، وحذف فيها المشبه به؛ أي: اللفظ الدال على المشبه به، وأشير إلى المشبه به المحذوف بذكر شيء من لوازمه.
فلم يذكر فيها من أركان التشبيه إلا دال المشبه، وتطلق على نفس اللفظ المذكور الدال على المشبه.
وتسمى هذه الاستعارة أيضًا استعارة بالكناية؛ لعدم التصريح فيها باللفظ المستعار الذي هو المقصود، بل كني عنه ونبه عليه بلازمه؛ لينتقل منه إلى المقصود استعارته، كما هو شأن الكناية، فإنه ينتقل فيها من اللازم المساوي إلى الملزوم.
[1] أسلوب اللف والنشر هو من علم البديع، وهو أن تذكر متعددًا، ثم تذكر ما لكل واحد منهما، أو منها.
وقد ذكر علماء البلاغة أن جعل الأول للأول، وجعل الثاني للثاني، أحسن من جعل الأول للثاني، وجعل الثاني للأول.
ومن أمثلة ذلك عندهم: قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [القصص: 73].
فقوله سبحانه: ﴿ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ﴾ [القصص: 73]،هو أول الأمور المنشورة، وهو راجع إلى الليل، الذي هو أول الأمور الملفوفة.
وقوله سبحانه: ﴿ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [القصص: 73]، هو ثاني الأمور المنشورة، وهو راجع لثاني الأمور الملفوفة، وهو النهار.
فلعلك تسأل: لماذا اختلف نظر النحاة ونظر علماء البلاغة في تفضيل رد الأول والثاني من الرديفين على هذا الوجه؟
والجواب عن ذلك: أن نقول لك: إن النحاة يفضلون رد أول الحالين لثاني الصاحبين عند انعدام القرينة التي ترد كل حال إلى صاحبها؛ لأن هذا يقلل الفصل بين الحال وصاحبها بأجنبي؛ فإنه يترتب عليه أن يفصل بين حال واحد وصاحبه.
فأما الوجه الآخر فيترتب عليه الفصل بين حالين وصاحبيهما، ولا شك أن فصلًا واحدًا أخفُّ من فصلين.
فأما إذا قامت قرينة تعين على رد كل حال إلى صاحبها، فأنت بالخيار بين أن تجعل الحالين على ترتيب الصاحبين، أو على عكس ترتيبهما، وهذا هو ما رآه علماء البلاغة في اللف والنشر،وانظر أوضح المسالك لابن هشام 2/ 296، حاشية 1.