مدرس اون لايندخول

مراجعة نحو | المنصوب على نزع الخافض

مراجعة نحو | المنصوب على نزع الخافض  13518
المنصوب على نزع الخافض
  بقلم : أحمد السيد
هو اسم مجرور أصلا غير أنه لكثرة الاستعمال و لضرورة الشعر أحيانا  و لغرض التوسع الدلالي يتم إسقاط حرف الجر فينصبون هذا الاسم  
و مثاله المشهور قول جرير  :
تمرّونَ الديارَ  و لم تعوجوا
كلامُكمو  عليَّ  إذنْ  حرامُ
فالأصل أن العرب تقول : مرّ على الديار
قال مجنون ليلى :
أمرُّ  على الديار  ديار  ليلى
أقبِّلُ ذا الجدارَ و ذا الجدارا
فإعراب ( الديار) من قول جرير ( تمرّونَ الديارَ ) : اسم منصوب على نزع الخافض
اي : اسم تم نصبه بسبب حذف الجر الداخل عليه
و يصبح الفعل في الجملة - إن نزعنا الخافض - متعديا بنفسه تجوّزاً
فالاسم لا يكون  مجرورا  إلا في ثلاثة مواضع :
-  الإضافة
- و أن يسبق بحرف جر
- و أن يكون تابعا لمجرور ( صفة له أو معطوفا عليه أو توكيدا له أو بدلا منه ) و العطف عطف نسق أو عطف بيان
و حين حذفوا حرف الجر اختاروا النصب سليقةً لسببين :
لأن المنزوع الخافض من باب المفعول به
و لأن الرفع هو الأصل في ضبط الأسماﺀ
و المنزوع الخافض معمول فيه و ليس على الأصل حتى يبقى مرفوعا
دواعي حذف حرف الجر :
---------------------------
- قد يكون ذلك اضطرارا وزنيا كما في شواهد الموضوع الشعرية و منها :
أمرتُك الخيرَ
فلو قال الشاعر :
( أمرتك بالخير ) لا نكسر الوزن  
- و قد يكون ذلك اختصارا لكثرة إسقاط الجار و خصوصا قبل  الأحرف المصدرية أنْ و أنَّ و كي :
أرغبُ أنْ تفعلَ  او أرغب أنك تفعل ( الأصل ارغب في أن تفعل ) و لا  يتعين الحرف هنا : عن
و يكثر حذف اللام الجارة لكي :
أسهرَ كي أقرأ ( أي:  لكي أقرأ )
و ساغ إسقاط الجار قبل هذه الأحرف المصدرية لعدم ظهور أثره
و السؤال : هل المصدر المؤول بعد إسقاط الجارّ في محل جر أم في محل نصب على نزع الخافض ؟
الجواب : مصدر كي في محل جر ( بلامها مذكورة او  محذوفة )
و مصدر أنْ و أنَّ في محل نصب
و جاز محل الجر أيضا لظهور الجر في العطف على محل هذا المصدر  ( في بعض الشواهد )
و كذلك - و لاتساع العربية - تم جر الاسم المنزوع الخافض في قول الفرزدق :
....
أشارتْ كليبٍ بالأكفِّ الأصابعُ
أي : أشارت الأصابعُ بالأكفِّ ( إلى ) كليبٍ
حذف إلى و جر ّ ما بعدها
- و قد يكون نزع الخافض من باب البلاغة و إرادة التوسع في الدلالة
و شاهده قول الحق :
" اهدِنا الصراطَ المستقيم "
فالفعل هدى فعل متعدٍّ إلى مفعول واحد : هدى الأنبياﺀُ الناسَ إلى الخير  
و أما الفعل ( أهدى ) فيتعدى إلى مفعولين :
أهديت زيدا كتابا
و في آية الفاتحة فعل الدعاﺀ   ( اهدِ ) ماضيه هدى لا أهدى
نا : في محل نصب مفعول به
الصراط : اسم منصوب على نزع الخافض
و تم نزع الخافض لتعدد تقديره :
اهدنا ( إلى ) الصراط
اهدنا ( ب) الصراط
اهدنا ( على ) الصراط
اهدنا ( ل ) الصراط
اهدنا ( في ) الصراط
و لكل حرف معنى دون ريب
فلو ذكر الخافض لانحصر المعنى في دلالة واحدة .
هل يجوز  الأخذ بنزع الخافض في أساليبنا ؟
ه-----------------------------
- لا يجوز ذلك بداهة لا للعربي القديم و لا المعاصر إن احدث نزع الخافض لبسا
فلا يقال :
اشتريت الصيدلية
إن كان المراد ( اشتريت من الصيدلية )
لكن إن أمن اللبس يسوغ ذلك فنقول :
ذهبتُ السوقَ
و المراد واضح :
ذهبت إلى السوق
و بعض النحاة قصروا نزع الخافض على العرب الأوائل ( الذين نحتج بكلامهم ) ليكون هذا الاستعمال سماعيا لنا لا نقيس عليه  
و في رأيهم تضييق و خاصة على البلغاﺀ و الشعراﺀ بصورة اخص
فلو قال شاعر :
يقودُك الحقُّ درباً لا اعوجاجَ بهِ
لما جانب روح العربية بقوله هذا ..
- نزع الخافض ضمن الإطار اللغوي :
ه---------------------------
نزع الخافض في إطار اللغة ضرب من الاختصار و الاختزال .. فكثير من الافعال العربية كانت أفعالا لازمة في أصل الاستعمال . لكن مع استمراﺀ نزع الخافض غدت متعدية .. و من ذلك الفعل ( سمع -  استمع ) .. نقول : استمع له أو إليه ..
و نقول في الصلاة :
سمع الله لمن حمده
لكن ساغ أن نقول : سمعته و استمعته
و ( دخل ) من هذا الباب
نقول الآن : دخلت البيتَ
على أن البيت : مفعول به منصوب
( الأولى أنه اسم منصوب على نزع الخافض )
مع أن الأصل أن نقول : دخلت إلى البيت
و لذلك تعدد رأي النحاة في إعراب المسجد في قول الحق ( لَتدخلُنَّ المسجدَ ) فأعربها بعضهم على أنها مفعول فيه ظرف مكان
و هو اسم منصوب على نزع الخافض كما أرى
و الله أعلم
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى