إعمال العقل    للكاتب : زكي نجيب محمود
تمهيد
تقدمت الشعوب حين أعطت للعقل المكانة التى يستحقها، وتخلفت حين أهملته و فى هذا المقال يسلط كاتبنا الضوء على دور العقل فى تحقيق التقدم
الإمام علي والمنجم عندما هم بالخروج للقتال :
لقد قامت حضارة المسلمين، كما قام غيرها، على واقع، وعلى علم بذلك الواقع . وها هو ذا أمير المؤمنين الإمام على بن أبى طالب، وقد همَّ بالخروج للقتال، فجاءه منجم َ يدَّ ِ عى القدرة على حساب الغيب، ونصحه بألا يسير إلى القتال فى تلك الساعة، وبأن يجعل سيره على ثلاث ساعات مضين من النهار قائلا له: إنك إن سرت فى هذه الساعة، أصابك وأصحابك أذى وضر شديدو إن  سرت فى الساعة التى أمرتك بها، ظفرت و َ ظهرت و أصبت ما طلبت
موقف الإمام علي من المنجم وا الدروس المستفادة :
فما كان من الإمام عليّ – كرّم الله وجهه – إلا أن أعرض عن المنجم ، بعد أن عنّفه تعنيفا شديدا ، ومضى فيما كان ماضيا فيه ، وانتصر ، فقال لأصحابه ساعة النصر : " لو سرنا في الساعة التي حددها لنا المنجم ، وانتصرنا ، لقال الناس : إن النصر إنما تحقق بفضل ذلك المنجم ونبوءته ، أما إنه ما كان لمحمد -  - منجم ، ولا لنا بعده ، حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر".
موقف الناس عند الاختلاف في أمر من أمور العقل :
إنه لمن أعجب ما يلفت النظر في طبيعة الإنسان ، أن الناس إذا اختلف بعضهم مع بعض على شيء تولاه العقل بالتحليل والحساب ، لم يغضب أحد منهم من أحد ، بل إنهم ليراجعون  تحليلهم وحسابهم مرة أخرى ، حتي يذعن المخطئ للمصيب .
موقف الناس عند الاختلاف في أمر من أمور الأهواء والعواطف :
أما إذا اختلفوا على شيء في غير ميدان العقل ، شيء تولته العواطف والأهواء ، فلا أمل عندئذ في إقناع أو اقتناع ، وقد تمتد بينهم الخصومة إلى حد القتال ، فكأنما يسهل عليهم أن يتنازلوا عن الرأي الذي يرونه بعقولهم ، ولا يسهل عليهم أن يفرطوا في ميل مالت بهم إليه عواطفهم ، مع أن رؤية العقل هي مجال اليقين ، وأما ميل العاطفة فطريق معبأ بالضباب .
ترداد كلمة ( العقل ) والجدوى منها :
على أنه لا جدوى من أن نردد كلمة " العقل " بألسنتنا دون أن نعني بها كل ما تعنيه تلك الكلمة ، أو ما يجب أن تعنيه ، إذ العقل – آخر الأمر – هو التخطيط المدروس .
التخطيط المدروس :
ولا يكون للتخطيط المدروس معنى إلا أن يكون هناك أهداف واضحة مقصودة ، وأن يكون هناك مسح إحصائي للواقع كما هو قائم ، ثمّ يجيء ذلك التخطيط المدروس الذي هو " عقل " فيطوع هذا الواقع الذي رسمته لنا البحوث الإحصائية تطويعا يحقق تلك الأهداف التي قصدنا إلى تحقيقها .
نقطة البداية في الحضارة الإسلامية :
إنه إذا قيل لنا : أين نقطة البدء التي بدأ منها تقدمنا في هذا العصر؟  لكان الجواب الصحيح هو : كانت البداية حين دعا الدعاة إلى صحوة " العقل " في وجه الموجة العاتية التي غمرتنا بطوفانها ، فإنها من خرافات.
المقصود بالخرافة في حياتنا :
وما الخرافة ؟ هي قبل كلّ شيء وبعد كلّ شيء ربط المسببات بغير أسبابها.
بداية تقدمنا  كما يري الكاتب  :
أقول : إن تقدمنا قد بدأ ، عندما دعا الداعون إلى يقظة العقل ، لترتبط النتائج بأسبابها الصحيحة ، وكان من أبرز هؤلاء الداعين إلى حكم العقل هو إمامنا الشيخ محمد عبده ، الذي إذا طرحت من حصيلته تلك الدعوة إلى تحكيم العقل ، لم يبق منه إلا واحد كسائر الآحاد ، فلقد أخذ - بكل جهده - يوضح المبادئ الأساسية في الإسلام ، توضيحا يبين استنادها إلى منطق العقل ، فجعل الأصل الأهم لهذا الدين هو "النظر العقلي" ، وعنده أن النظر العقلي هو وحده وسيلة الإيمان الصحيح .
اللغويات :
الكلمة المعنى الكلمة المعنى
واقع حقيقى ×  خيال الأهواء الرغبات  م الهوى
يدعي يزعم  ×  يصدق غمرتنا شملتنا
مضين مرت استناد اعتماد  ×  تواكل
ظهرت انتصرت ، تفوقت مسح جمع
يلفت يجذب هم نهض ، عزم
ميدان مجال  ج ميادين حساب معرفة  × جهل
العاتية الشديدة ظفرت انتصرت
طرح قدم  ×  أخفى أعرض رفض
جدوى نفع ، فائدة يذعن يخضع
ها للتنبيه يفرطوا يضيعوا  ×  يتمسكوا
القدرة الاستطاعة  ×  العجز أبرز أشهر
النهار ج  أنهر  ، نهر طوفان القوة / الشدة
أصبت حققت صحوة ×  غفلة
تولاه قام به سائر بقية
الخصومة الخلاف الآحاد الأفراد م واحد
س ، ج
علام قامت حضارة المسلمين ؟
لقد قامت حضارات المسلمين ، كما قام غيرها على واقع ، وعلى علم بذلك الواقع
ماذا حدث مع الإمام علي عندما هم بالخروج للقتال ؟
جاءه منجم يدّعي القدرة على حساب الغيب ، ونصحه بألا يسير إلى القتال في تلك الساعة ، وبأن يجعل سيره على ثلاث ساعات مضين من النهار قائلا له : إنك إن سرت في هذه الساعة ، أصابك وأصحابك أذى وضرّ  شديد ، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ، ظفرت وظهرت ، وأصبت ما طلبت  
ما موقف الإمام على من ذلك ؟
ما كان من الإمام عليّ  إلا أن أعرض عن المنجم، بعد أن عنّفه تعنيفا شديدا، ومضى فيما كان ماضيا فيه ، وانتصر .
بم برر الإمام علي تصرفه ؟ وما الدرس المستفاد من ذلك ؟
قال لأصحابه ساعة النصر : لو سرنا في الساعة التي حددها لنا المنجم ، وانتصرنا ، لقال الناس إن النصر إنما تحقق بفضل ذلك المنجم ونبوءته ، أما إنه ما كان لمحمد  منجم ، ولا لنا بعده ، حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر. والدرس المستفاد هو ألا نعتمد في حياتنا إلا على الله ، ثم تحكيم العقل
ما موقف الناس عند الاختلاف في أمر من أمور العقل ؟
الناس إذا اختلف بعضهم مع بعض على شيء تولاه العقل بالتحليل والحساب ، لم يغضب أحد منهم من أحد ، بل إنهم ليراجعون  تحليلهم وحسابهم مرة أخرى ، حتي يذعن المخطئ للمصيب .
ماذا يحدث عند الخلاف في أمر من أمور الأهواء والعواطف ؟
إذا اختلفوا على شيء في أمر من أمور العواطف والأهواء، فلا أمل عندئذ في إقناع أو اقتناع ، وقد تمتد بينهم الخصومة إلى حد القتال .
ما وجه العجب في طبيعة الإنسان كما يرى الكاتب ؟
وجه العجب فى طبيعة الإنسان هو الوصول إلى حل عند الاختلاف في أمر من أمور العقل ، على العكس إذا تعلق الأمر بالعواطف والأهواء يظل الخلاف قائما يتمسك كل شخص برأيه الباطل .
ماذا نستفيد من اختلاف الناس في حالة العقل عنها في حالة العواطف ؟
يسهل علي الناس أن يتنازلوا عن الرأي الذي يرونه بعقولهم، ولا يسهل عليهم أن يفرطوا في ميل مالت بهم إليه عواطفهم، مع أن رؤية العقل هي مجال اليقين ، وأما ميل العاطفة فطريق معبأ بالضباب
ما الأمر الذي يرشدنا إليه الكاتب عند الخلاف في شيء ؟
يرشدنا الكاتب عند الخلاف فى شىء إلى أمر مهم و هو أن رؤية العقل هي مجال اليقين ، وأما ميل العاطفة فطريق معبأ بالضباب
ما الجدوى من ترداد كلمة العقل ؟
لا جدوى من أن نردد كلمة العقل بألسنتنا دون أن نعني بها كل ما تعنيه تلك الكلمة ، أو ما يجب أن تعنيه ، إذ العقل - آخر الأمر - هو التخطيط المدروس
متى يصبح للتخطيط المدروس معنى ؟
لا يكون للتخطيط المدروس معنى إلا أن يكون هناك أهداف واضحة مقصودة ، وأن يكون هناك مسح إحصائي للواقع كما هو قائم، ثمّ يجيء ذلك التخطيط المدروس الذي هو عقل فيطوع هذا الواقع الذي رسمته لنا البحوث الإحصائية تطويعا يحقق تلك الأهداف التي قصدنا إلى تحقيقها .
متى كانت نقطة البداية في الحضارة الإسلامية ؟
كانت البداية حين دعا الدعاة إلى صحوة العقل في وجه الموجة العاتية التي غمرتنا بطوفانها ، فإنها من خرافات .
ما المقصود بالخرافة في حياتنا ؟
هي قبل كلّ شيء ، وبعد كلّ شيء ربط المسببات بغير أسبابها .
متى بدأ تقدمنا  كما يري الكاتب  ؟
إن تقدمنا قد بدأ، عندما دعا الداعون إلى يقظة العقل، لترتبط النتائج بأسبابها الصحيحة .
ما النموذج الذي قدمه الكاتب ليدلل على صحة كلامه ؟
النموذج الذى قدمه الكاتب ليدلل على صحة كلامه هو إمامنا الشيخ محمد عبده ، الذي إذا طرحت من حصيلته تلك الدعوة إلى تحكيم العقل ، لم يبق منه إلا واحد كسائر الآحاد .
ما الذى أراد الإمام محمد عبده أن يوضحه للمسلمين ؟
أراد الإمام محمد عبده أن  يوضح المبادئ الأساسية في الإسلام ، توضيحا يبين استنادها إلى منطق العقل ، فجعل الأصل الأهم لهذا الدين هو النظر العقلي فهو يرى أن النظر العقلي هو وحده وسيلة الإيمان الصحيح .
2/ احترام الوقت   إبراهيم الفقي
وصف الكاتب تتابع الأيام :
تمر بنا سريعا ، وتكر الأيام تباعا ، فنذهل عن تعاقبها كالمحدّق بالكرة الدائرة يحسبها ساكنة ، والحق إنّا لفي غفلة وسبات عميق .
موقف القرآن الكريم والسنة النبوية من الوقت :
مما لاشك فيه لدى كل ذي عقل لبيب أن القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة قد عنيا بالوقت أشدّ العناية .
وفي مقدمة هذه العناية بيان أهميته ، وأنه من أعظم نعم اللّه التي منّ بها علينا ، ولبيان ذلك أقسم اللّه - جلّ وتعالى شأنه - في مطالع سور عديدة من القرآن بأجزاء معينة مثل "الليل" ، و"النهار" ، و"الفجر"،  و"الضحى" ، و"العصر".
ومن المعروف لدى المفسرين بل في نظر المسلمين أجمعين ، أنّ اللّه إذا أقسم بشيء من خلقه فما ذلك إلا ليلفت أنظارهم إليه ، وينبههم لجليل منفعته وعظيم آثاره .
الدليل على اهتمام السنة النبوية بالوقت :
وجاءت السنّة النبوية تؤكد قيمة الوقت ، وتقرر مسئولية الإنسان عنه أمام اللّه - جلّ وعلا - يوم القيامة ، فعن معاذ بن جبل -  - أن النّبيّ -  - قال : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه ، وعن علمه ماذا فعل به "
مميزات الوقت ،  وواجبنا نحو ذلك :
وللوقت ميزات يتميز بها ، يجب علينا أن ندركها حقّ إدراكها ، فهو سريع الانقضاء . يمر مرّ السّحاب ، ويجري جري الريح . واعلم أن ما مضى من الوقت لا يعود ، وهذه ميزة أخرى من ميزات الوقت ، فكلّ وقت يمضي ،  وكلّ ساعة تنقضي ، وكلّ لحظة تمرّ ، ليس بالإمكان استعادتها ، ولا يمكن تعويضها
الوقت أنفس ما يمتلك الإنسان :
ولما كان الوقت سريع الانقضاء ، وكان ما مضى منه لا يعود ، ولا يعوّض بشيء كان أنفس ما يملك الإنسان ، وترجع نفاسته إلى أنه وعاء لكلّ عمل وكلّ إنتاج ، فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فردا ومجتمعا .
السؤال الصعب :
السؤال الصعب : ما الذّي ستفعله إذا اكتشفت أن أمامك ستة أشهر فقط ستحياها على سطح الأرض ؟!
هل فكرت إذا كان المتبقي من عمرك من الأيام المعدودة مع من ستقضيها ؟ وكيف ستقضيها ؟ وما الأعمال التي ستسرع بفعلها ؟ وما الأمور التي ستهبّ بلا إبطاء لإنجازها ، أو إصلاحها ، أو تعديلها ؟
إجابتك عن هذا السؤال ستضيء لك جانبا مظلما من تفكيرك . ستخبرك أن هناك عملا يجب إنجازه ، وصديقا بحاجة إلى مصالحته، وأقارب مرّ زمن بغير أن تزورهم . سيجعلك تنظر إلى أشياء مهمّة تخشى أن تنهي حياتك بدون إتمامها والانتهاء منها .
أسف الكاتب لخطئ كثير من الناس :
للأسف الشديد كثير منّا قد اعتاد مواجهة حالة الطوارئ في الثانية الأخيرة ، أو خلال فترة الّماح ، وكم من أشياء تضيع وتهمل في ظلّ فوضى الحياة المؤلمة .
نموذج يقدمه الكاتب على (سجن الوقت) :
ذات يوم زارني صديق وأخبرني بعزمه على تأليف كتاب فسألته متى تبدأ ؟ فأخبرني أنه سوف يبدأ في إنجازه بعد سنتين !! فسألته : وهل هذا الكتاب مفيد، وينفع النّاس ؟ فأجابني : طبعا بكل تأكيد. فقلت له : لماذا إذن تنتظر سنتين كاملتين قبل أن تبدأ به ما دام هذا الكتاب مهمّا ونافعا .
فقال الإجابة الشهيرة : لأنه ليس لديّ الوقت الكافي . وهذا نموذج آخر لمن يضيّعون فكرهم فيما أسمّيه سجن الوقت يؤجّل مشاريعه وفكره ومهماته لأنّ ليس لديه الوقت الكافي وإلى أن يأتيه الوقت ، هو في انتظار دائم ، وتأجيل مستمرّ .
اللغويات :
الكلمة المعنى الكلمة المعنى
تكر تنقضي تزول تنصرف  ×  تثبت
سبات سكون إنجاز إتمام
منّ تفضل  ×  بخل الطوارئ المفاجآت
جليل عظيم  ×  حقير الشهيرة × المغمورة
تهب تنهض المحدق المتأمل
اعتاد تعود عنيا اهتما
عزمه تصميمه يلفت يجذب  ×  يشغل
نذهل نعجب نفاسته قيمته
لبيب رشيد الأسف الحزن
لدى عند فوضى تسيب  ×  نظام

س ، ج
بم وصف الكاتب تتابع الأيام ؟
بأنها تمر بنا سريعا ، وتكر تباعا، فنذهل عن تعاقبها كالمحدّق بالكرة الدائرة يحسبها ساكنة ،  والحق إنّا لفي غفلة وسبات عميق .
ما موقف القرآن الكريم و السنة النبوية من الوقت ؟ و ما مظاهر ذلك ؟
إن القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة قد عنيا بالوقت أشدّ العناية . وفي مقدمة هذه العناية لبيان أهميته ، وأنه من أعظم نعم اللّه التي منّ بها علينا ، أقسم اللّه - جلّ وتعالى شأنه - في مطالع سور عديدة من القرآن بأجزاء معينة مثل "الليل" ، و"النهار" ، و"الفجر"،  و"الضحى" ، و"العصر".
ما رأي المفسرين فى قسم الله تعالى بالوقت ؟
من المعروف لدى المفسرين بل في نظر المسلمين أجمعين ، أنّ اللّه إذا أقسم بشيء من خلقه فما ذلك إلا ليلفت أنظارهم إليه ، وينبههم لجليل منفعته وعظيم آثاره .
ما الدليل على اهتمام السنة النبوية بالوقت ؟
جاءت السنّة النبوية تؤكد قيمة الوقت ، وتقرر مسئولية الإنسان عنه أمام اللّه - جلّ وعلا - يوم القيامة ، فعن معاذ بن جبل -  - أن النّبيّ -  - قال : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه ، وعن علمه ماذا فعل به " سنن الدارمي .
إلام يرشدنا الحديث الشريف الوارد في الموضوع ؟
الاستفادة من العمر فيما ينفع .
1- المحافظة على الجسم والاستفادة منه فيما يرضي الله .
2- الكسب و الإنفاق الحلال والبعد عن المال الحرام .
3- تعلم العلم النافع ونقله للآخرين .
بم يتميز الوقت ؟ و ما واجبنا نحو ذلك ؟
وللوقت ميزات يتميز بها :
1- فهو سريع الانقضاء . يمر مرّ السّحاب ، ويجري جري الريح .
2- واعلم أن ما مضى من الوقت لا يعود .
3- فكلّ وقت يمضي ،  وكلّ ساعة تنقضي ، وكلّ لحظة تمرّ ، ليس بالإمكان استعادتها ، ولا يمكن تعويضها .
علل : الوقت أنفس ما يمتلك الإنسان .
لأن الوقت سريع الانقضاء ، وكل ما مضى منه لا يعود ، ولا يعوّض بشيء ؛ لذا كان أنفس ما يملك الإنسان ، وترجع نفاسته إلى أنه وعاء لكلّ عمل وكلّ إنتاج ، فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فردا ومجتمعا .
ما السؤال الصعب فى حياة الإنسان ؟
السؤال الصعب : ما الذّي ستفعله إذا اكتشفت أن أمامك ستة أشهر فقط ستحياها على سطح الأرض ؟!
هل فكرت إذا كان المتبقي من عمرك من الأيام المعدودة مع من ستقضيها ؟ وكيف ستقضيها ؟ وما الأعمال التي ستسرع بفعلها ؟ وما الأمور التي ستهبّ بلا إبطاء لإنجازها ، أو إصلاحها ، أو تعديلها ؟
ما أهمية الإجابة على هذه الأسئلة ؟
إجابتك عن هذا السؤال ستضيء لك جانبا مظلما من تفكيرك . ستخبرك أن هناك عملا يجب إنجازه ، وصديقا بحاجة إلى مصالحته، وأقارب مرّ زمن بغير أن تزورهم . سيجعلك تنظر إلى أشياء مهمّة تخشى ان تنهي حياتك بدون إتمامها والانتهاء منها .
ما الغرض البلاغي من أساليب الاستفهام  في الموضوع ؟
كلها للتنبيه وإثارة الذهن والتفكير فيما ينبغي فعله وبيان قيمة الوقت .
علام يتأسف الكاتب فيم يخطئ كثير من الناس؟
لأن الكثير منّا قد اعتاد مواجهة حالة الطوارئ في الثانية الأخيرة ، أو خلال فترة الّماح ، وكم من أشياء تضيع وتهمل في ظلّ فوضى الحياة المؤلمة .
بم أخبر الصديق الكاتب ؟ وبم رد الكاتب عليه ؟
أخبره بعزمه على تأليف كتاب فسأله الكاتب متى تبدأ ؟ فأخبره أنه سوف يبدأ في إنجازه بعد سنتين !! فسأله : وهل هذا الكتاب مفيد، وينفع النّاس ؟ فأجابه : طبعا بكل تأكيد. فقال له : لماذا إذن تنتظر سنتين كاملتين قبل أن تبدأ به ما دام هذا الكتاب مهمّا ونافعا .
بم برر الصديق تأجيل تأليف الكتاب المفيد ؟ وبم علق عليه الكاتب ؟
بر بتلك الإجابة الشهيرة : بأنه ليس لديّه الوقت الكافي .
يرى الكاتب أن هذا نموذج آخر لمن يضيّعون فكرهم فيما أسمّيه "سجن الوقت" يؤجّل مشاريعه وفكره ومهماته ؛ لأنّ ليس لديه الوقت الكافي وإلى أن يأتيه الوقت ، هو في انتظار دائم ، وتأجيل مستمرّ .