مدرس اون لايندخول

شرح تاريخ 2 ثانوي - مصر من الفتح الإسلامي حتى قيام الدول المستقلة

مصر من الفتح الإسلامي حتى قيام الدول المستقلة
 لقد أنعم الله علي مصر بالإسلام وورد ذكرها في القرآن مرات عديدة .
 كما أوصى الرسول أمته بمصر وبشرها بالفتح ونبه إلي أهمية تحريرها من قبضة الرومان وإبلاغها دعوة الإسلام حيث قال الرسول " ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة وصهرا "
 أرسل الرسول كتابا إلي المقوقس حاكم مصر يدعوه إلي الدخول في الإسلام ثم أعيد التفكير في فتح مصر بعد اتمام فتح الشام في عهد الخليفة " عمر بن الخطاب "
 قامت مصر بدورها التاريخي المنتظر في إعداد الجيوش البرية والأساطيل البحرية وبعثها إلي إفريقية والأندلس ليتحقق للمسلمين السيادة علي البحر المتوسط .

 كانت مصر محتلة من الرومان منذ عام ( 30 ق.م ) يحكمها حاكم عسكرى رومانى يقبض علي الشئون المالية والإدارية والقضائية من مقره بالإسكندرية .
 كانت مخزنا لمد روما بالغلال لذلك كان علي شعبها أن يكد ويكدح لخدمة هؤلاء المستعمرين .
 وفي ظل الاستعمار الرومانى فقد أهل مصر حريتهم الدينية والعقائدية وتعرضوا للظلم والقهر وفرض الضرائب حتى هرب الكثير منهم إلي الصحراء مثل " بنيامين " بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية . الذى ظل مختفيا من بطش الرومان أكثر من 13 عام ولم يخرج من مخبئه إلا بعد أن أمنه الفاتحون المسلمون الأمر الذي جعل المصريون يرحبون بالفتح الإسلامي .

1 – عوامل الفـتح الإسلامى :-
العامل الدينى - إن إرادة التغيير المنبعثة من روح الإسلام جعلت من فتح مصر وإفريقيا ضرورة حتمية تقتضيها طبيعة الدعوة الإسلامية وعملا بأقوال رسول الله وتبشيره بالفتح .
- فكان الدافع لفتح مصر ينبعث من وازع دينى لنشر الدعوة الإسلامية ولتصبح مصر سندا قويا للمسلمين .
العامل الحربى - تأمين الفتوحات في الشام وفلسطين من ناحية الجنوب الغربى حيث كان وجود الروم في مصر يهدد تلك البلاد .
- تأمين المدينة النبوية نفسها مركز الخلافة الإسلامية ( علل ) لأنها قريبة من القلزم ( السويس حاليا ) ومن هجمات الروم المتوقعة للقضاء علي المسلمين .
العامل التاريخى - كانت مصر علي صلة بالعرب منذ القدم عن طريق سيناء شمالا البحر الاحمر شرقا وظلت هذه الصلة مستمرة حتى قبيل ظهور الإسلام ولهذه الدوافع قرر عمر بن الخطاب فتح مصر .
*مؤتمر الجابية بالشام وفتح مصر :-
 عقد الخليفة " عمر بن الخطاب " مؤتمرا عسكريا بالجابية 17 هــ / 638 م للتشاور في أمر فتح مصر باعتبارها خطوة أولي تجاه أفريقيا
 قدم فيه " عمرو بن العاص " معلومات عن أهمية فتح مصر قائلا له " أنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونا لهم وهى أكثر الأرض أموالا وأعجزها عن القتال والحرب " حيث كان عمرو بن العاص يريد أن يوضح أهمية فتح مصر وما وصلت إليه من ضعف تحت حكم الرومان .
2 – خط سير عمرو بن العاص لفتح مصر :-
- العريش : سار " عمرو بن العاص " بقوات المسلمين التى بلغ عددها 4 آلاف جندى من قيسارية بفلسطين إلي مصر وفي أوائل عام 20 هـ /564 م وصلوا العريش وفتحها بدون مقاومة من القوات الرومانية .
- الفرما : اشتبك المسلمون مع الروم في الفرما ( بورسعيد حاليا ) – استولي عمرو بن العاص عليها بالقوة بعد حصار دام شهرا - كان علي المسلمين التصرف والاعتماد علي المفأجاة الحربية حيث سلك " عمرو بن العاص " طريقا يضمن للقوات الإسلامية الألتزام بالجانب الصحراوي الرملي للاعتصام به إذا ما دهمهم الخطر المفاجئ من جانب العدو الذي كان قليل الخبرة بحرب الصحراء .
- بلبيس :- سلك عمرو بن العاص طريقا يقوده إلي بلبيس ( محافظة الشرقية حاليا ) عن طريق الصحراء الشرقية عبر القواصر ( القنطرة حاليا ) – هزم فيها القائد البيزنطي " الأرطبون " وكانت خسارة الروم فادحة في ال***ى والأسرى .
- أم دنين ( المنطقة الواقعة شمال الأزبكية حاليا ) :- استولى " عمرو بن العاص " علي قرية أم دنين التى كانت بمثابة معقل مهم شمال حصن بابليون بمصر القديمة وقد انتهى عمرو في مسيرته حتى وصل حصن بابليون وضرب حوله الحصار وهنا بعث يطلب المدد من الخليفة عمر بن الخطاب .
حصن بابليون :- فر الرومان من أم دنين إلي حصن بابليون فحاصروه عمرو بن العاص عام 20 هـ / 640 م واستمر الحصار سبعة أشهر حتى اضطر " المقوقس " الدخول في مفاوضات مع عمرو بن العاص فبعث برسله إليه ليتفاوضوا مع المسلمين ويطلعوا علي حالة الجيش الإسلامى فبعث عمرو برسله معهم وحدد مطالبه " للمقوقس " وهى الدخول في الإسلام أو الجزية أو القتال .
ليلة في معسكر المسلمين
أرسل المقوقس رسله إلي القائد عمرو بن العاصو أمرهم بأن يطلعوا على
معسكر المسلمين وعندما عادوا سألهم المقوقس " كيف رأيتم القوم ؟ "
فقالوا له " رأينا قوما الموت أحب إلي أحدهم من الحياة والتواضع أحب
إلى أحدهم من الرفعة وأكلهم علي ركبهم وأميرهم كواحد منهم ولا يعرف
رفيعهم من وضيعهم ولا السيد منهم من العبد وإذا حضرت الصلاة لم
يتخلف منهم أحد يغسلون أطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم ".

- وأرسل " عمرو بن العاص " رسله للمقوقس وجعل علي رأسهم " عبادة بن الصامت " وأمره أن يكون هو متكلم القوم فلما دخلت رسل المسلمين معسكر الروم هاب المقوقس عبادة لسوداه وفرط طوله فرد عليه المسلمون بقولهم " إن هذا الأسود أفضلنا رأيا وعلما وهو سيدنا وخيرنا والمقدم علينا وإننا نرجع جميعا إلى رأيه وقوله وقد أمره الأمير دوننا بما أمره به "
- جرت المفاوضات بين المقوقس وعبادة بن الصامت انتهت إلي عقد صلح بين عمرو بن العاص والمقوقس

- وعندما كتب المقوقس إلي هرقل بأمر الاتفاق الذي عقده مع " عمرو بن العاص " أنكر عليه ملك الروم ذلك واتهمه بالتقاعس عن حماية مصر وكرهه للقتال وأمر قواده من الروم بمواصلة القتال فما كان من المقوقس إلا أن أخبر عمرو برفض هرقل للاتفاق الذى تم بينهما والتزم هو بعهده ومن أطاعه من الأقباط مع المسلمين .
- لما طال حصار المسلمين لحصن بابليون صعد " الزبير بن العوام " إلى أعلى الحصن وكبر وظن الروم أن العرب اقتحموا الحصن فهربوا ودخل الزبير واصحابه الي باب الحصن ففتحوه واقتحامه المسلمون .
*فتح الإسكندرية 21 هـ / 641 م :-
 واصل " عمرو بن العاص " زحفه بجيشه فوصل إلى الإسكندرية وفرض عليها الحصار مدة 14 شهر وتحصن الروم بالإسكندرية ودافعوا عنها بقوة ووضع عمرو خطة حربية نفذها جنوده بكل بسالة وعلى أثرها سقطت المدينة في يد المسلمين وعقد " صلح الإسكندرية "
*شروط صلح الإسكندرية 21 هـ :-
1 – تعقدهدنة مدتها أحد عشر شهرا لا يقوم احد الطرفين خلالها بأي عمل حربى ضد الآخر
2 – يتم ترحيل الحامية الرومية في البحر ويحمل الجنود معهم متاعهم وأموالهم وهم آمنون علي ذلك أما الجنود الذين يرحلون برا عليهم دفع الجزية عن شهر وذلك مدة اجتيازهم الأراضى المصرية
3 – ألا يعود الروم لمصر ثانية وألا يحاولوا استردادها
4 – ألا يتعرض المسلمون للكنائس بسوء
5 – يبقى اليهود بالإسكندرية
6 – يبقى في الإسكندرية 150 جندى روميا و 50 مدنيا ضمانا لتنفيذ بنود تلك المعاهدة .
*بيان عمرو بن العاص :-
 أصدر " عمرو بن العاص " بيانا بعد اتمام الفتح أمن فيه المصريين على عقائدهم وأعراضهم وأموالهم وأولادهم وألغى فيه كافة الضرائب التى فرضها الرومان كما تعهد إلى البطريرك " بنيامين " وجميع الأقباط بالحماية والأمان وعودة " بنيامين " لرئاسة كنيسة الإسكندرية بطريركا عليها .
 أصبحت مصر جزءا من الدولة الإسلامية عام 21 هـ / 641 م انتقلت خلالها من ولاية تابعة لروما تقدم لها الغلال إلى رائدة للعالم الإسلامى وتصدرت القيادة لصد هجمات الصليبيين والتتار على بلاد المسلمين .

 أقر الخليفة " عمر بن الخطاب " القائد " عمرو بن العاص " واليا على مصر فكان ذلك بداية عصر الولاة الذي امتد من عصر الخلفاء الراشدين حتى قيام الدولة الطولونية فى العصر العباسى الثانى
1 – أهم أعمال عمرو بن العاص في مصر :-
 شرع " عمرو بن العاص " فى بناء عاصمة لمصر الإسلامية أسمها ( الفسطاط ) نسبة إلى فسطاطه " خيمته " التى بناها عند دخوله مصر واستمرت الفسطاط فى الاتساع والازدهار حتى أصبحت مركزا مهما للتجارة طوال عصر الولاة .
 بنى " عمرو بن العاص " مسجد الفسطاط " فى وسط مدينة الفسطاط سنة 21 هـ / 642 م وكان للمسجد 6 أبواب وبه ساحة غير مسقوفة .
 كانت أعمدته الداخلية من جذوع النخل وسقفه من الجريد ويقال أنه وقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من الصحابة منهم ( الزبير بن العوام – المقداد بن الأسود – عبادة بن الصامت – أبو الدرداء – وأبو ذر الغفارى )
 كانت مصر على مر العصور مصدر خير للأمة الإسلامية خاصة في وقت أزماتها
 لقد ساعد ازدهار الفسطاط وانتعاش الحركة التجارية بها على إعادة حفر القناة القديمة التى تصل ما بين النيل والبحر الاحمر وكانت تعرف باسم ( خليج تراجان ) حيث استاذن عمرو الخليفة عمر على شقه فسمح له وسمى باسم " خليج أمير المؤمنين " وجرت فيه السفن ووصلت إلى الحجاز محملة بالبضائع والغلال وأنواع الطعام .
2 – الحكم والإدارة في عصر الولاة :-
 أبقى العرب على النظم التى وجدوها في مصر عند فتحها واكتفوا بالإشراف على الإدارة بوجه عام .
 كانت مصر مقسمة إداريا إلى : مصر العليا ومصر السفلى وهذان القسمان كانوا مقسمين إلى إقاليم ( 80 إقليم ) والأقاليم مقسمة إلى قرى وكانت كل الأقاليم تحت سلطة الوالى الذي يعين من قبل دار الخلافة .
أ – ولاة مصر في عصرى الخلفاء الراشدين والأمويين :-
 كان ولاة مصر في عصرى الخلفاء الراشدين والأمويين من العرب
 كانت معظم الوظائف الكبرى في الدولة الإسلامية يتقلدها العرب دون سواهم
 بلغ عدد الولاة في عصر الخلفاء الراشدين ( 5 ) ولاة أشهرهم عمرو بن العاص
 وفى العصر الأموى ( 26 ) واليا أشهرهم " عبد العزيز بن مروان " الذي حكم مصر عشرين عاما
( 65 – 86 هـ )
أهم أعمال عبد العزيز بن مروان :-
 أقام قنطرة على خليج أمير المؤمنين بطرف الفسطاط 69 هـ
 بنى مقياسا للنيل وزاد في جامع عمرو بن العاص
 فى عام 73 هـ اتخذ من حلوان مركزا له ودارا لإقامته بعد اصابته بالجذام ونقل معه بيت المال
 اهتم بتعمير حلوان وأقام بها المساجد والمبانى والبساتين
 اهتم بالزراعة
 جمع بين الحكم والفقه والشعبية العريضة
ب – ولاة مصر في العصر العباسى :-
• قامت الدولة العباسية علي أكتاف الفرس فبرز العنصر الفارسى في تقلد ولايات الدولة .
• وفى عهد الخليفة " المعتصم " اعتمد على الأتراك فتولى حكم مصر ولاة من الترك كان أولهم " يزيد بن عبد الله التركى "
 أسباب كثرة تغيير الولاة فى مدد قـصيرة فى العصر العباسى الثانى :-
1 – ضعف الخلفاء العباسيين
2 – بعد مقر الخلافة العباسية عن مصر فلم يأمن الخلفاء أن يتركوا ولاة مصر في الحكم طويلا لكى لا يستقلوا بالبلاد .
• وقد اتبع العباسيون سياسة اقطاع بعض أقاليم الدولة العباسية لبعض الشخصيات على أن يؤدوا مالا معينا للخلافة ففى :
1 – عهد المعتصم أقطع " أشناس " التركى ولاية مصر
2 – عهد الواثق أعطى " ايتاخ " التركى ولاية مصر
3 – المنتصر ولي " احمد بن طولون " ولاية مصر نياية عن بايكباك التركى
• على أن سياسة اقطاع الأتراك ولاية مصر جعلت هؤلاء القواد الترك يفضلون البقاء في عاصمة الخلافة ويستخلفون من ينوب عنهم على أن يحمل إليهم هؤلاء النواب الأموال ويدعون لهم على المنابر .
• لم يكن من العسير علي الوالى أن تكون له شخصية بارزة وله أمال واسعة في أن يستقل بأمور البلاد بعد أن دب الضعف في مركز الخلافة وأصبح الأتراك مسيطرين عليها .وهذا ما حدث فى عهد " احمد بن طولون " الذى استقل بمصر عن الخلافة وأسس بها الدولة الطولونية فكانت أول دولة مستقلة فى تاريخ مصر الإسلامية .
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
شرح ممتااااااااااااااااااز جدا ، ومجهود متميز
avatar
شرح ممتااااااااااااااااااز جدا ، ومجهود متميز
avatar
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى