الحركة الوطنية ومقاومة الإحتلال البريطانى
أولاً : أحمد عرابي والثورة العرابية
مولده وحياته :         - ولد فى 31 مارس 1841 م  فى إحدى قرى محافظة الشرقية.           - التحق بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر الشريف.
- التحق عرابي فى الجيش المصري فى عهد سعيد باشا الذى بدأ فى تجنيد أولاد عمد البلاد ومشايخها.          - انتظم فى الجيش و أخذ يترقى حتى وصل إلى رتبة اميرالاى ( عميد ) فى عهد الخليفة توفيق .
كفاحه :                - بدأ أحمد عرابى كفاحه منذ عصر الخديوى اسماعيل ضد استبداد النظام التركى و الشركسى .    - طالب بالمساواة بين أبناء مصر و غيرها من باقى الأجناس .
- اشترك فى تاسيس جمعية سرية اسمها ” مصر الفتاة “ واصبح من أبرز أعضائها.

أسباب الثورة العرابية
1) الأتيازات التى منحتها الدولة العثمانية للرعايا الأجانب فى مصر  مما أدى إلى كثرة توافدهم وسيطرتطهم على شئون  مصر .
2) زيادة التدخل الأجنبى فى شئون مصر منذ عهد محمد سعيد باشا نتيجة القروض التى زادت فىعهد إسماعيل باشا .
3) زيادة حدة التدخل الأجنبى فى شئون مصر الداخلية ويتضح ذلك فى :
                     أ-  إنشاء مراقبة ثنائية ( إنجليزية فرنسية ) على الموارد والمصروفات فى مصر .      ب-  وتشكيل وزارة أجنبية بها وزير إنجليزى و آخر فرنسي كمراقبين على أعمال الحكومة .
4) تسريح آلالاف من الجند ومئات من الضباط المصريين فى عهد الخديوي توفيق .وعدم ترقية المصريين فى حين رقى الشراكسة إلى أكثر مما يستحقونه .
5) سوء الأحوال الإقتصادية للمصريين للمدنيين والعسكريين بسبب الضرائب الباهظة و عدم توزيعها توزيعا عادلا.



أحداث الثورة

طالب الضباط المصريين  رئيس مجلس النظار ( الوزراء ) رياض باشا بعزل وزير الحربية التركي عثمان رفقى ، وتعيين وزير حربية مصري .
رفض رياض باشا طلب ضباط الجيش وألقى القبض على زعماء الثورة الثلاثة. ( أحمد عرابي  و على فهمى  و عبد العال حلمي )
تحرك قوة مصرية بقيادة الضابط محمد عبيد لإطلاق سراح الضباط الثلاثة، وتم فعلا إطلاق سراحهم .
فى  9 سبتمبر 1881م  قاد أحمد عرابي مظاهرة عابدين السلمية التى اشترك فيها الجييش والشعب معلناً  فيها للخديوي توفيق عن مطالب الشعب وهى :
1) إسقاط وزارة رياض باشا المستبدة .              2) زيادة عدد الجيش إلى 18000 جندى.               3) تشكيل مجلس نواب على النسق الأوروبي
 فقال الخديوي : ” كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها ، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائيوأجدادي ، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا ”
فرد عرابي : ” لقد خلقنا الله أحرارا ، ولم يخلقنا تراثا أو عقارا ، فوالله الذى لا إله إلا هو إننا لا نورث ، ولا نستعبد بعد اليوم ”.
 فى النهاية استجاب الخديوي على مطالب الجيش والأمة ، وتم عزل رياض باشا ، وتعيين (محمد شريف ) باشا رئيسا للوزارة فى 14 سبتمبر 1881 م ، وتعيين محمود سامي البارودى ناظرا للجهادية ( وزير الحربية ).
موقف الحكومة الإنجليزية والفرنسية من الثورة :
 أرسلت الحكومتان الإنجليزية والفرنسية المذكرة المشتركة الأولى والثانية  يطالبان فيها:
1) تأييد الخديوى توفيق فى معارضته للحركة الوطنية .        2) إبعاد أحمد عرابى خارج البلاد مؤقتا و نفى على فهمى و عبد العال حلمى داخل القطر .       3) إستقالة الوزارة القائمة ( وزارة البارودى ) .
قبل الخديوى مطالب الدولتين ، وبعد هذا الموقف ، قدم البارودى استقالته فقبلها الخديوي .
موقف الشعب من المذكرة المشتركة :
أزداد إلتفاف الجيش والشعب حول عرابي .
فاضطر الخديوي توفيق لإعادته ناظراً للجهادية .
ارسل عرابي إلى قناصل الدول الأجنبية منشورا يتعهد فيه بإقرار الأمن والنظام فى جميع انحاء البلاد.

الاحتلال البريطاني
-   لم توافق انجلترا على تمكين الحركة الوطنية.                    
 -   دبرت انجلترا بعض الحوادث فى مدينة الإسكندرية لكى تثبت عدم قدرة عرابي إقرار الأمن والنظام فى جميع أنحاء البلاد
- فقام الإنجليز بضرب مدينة الإسكندرية فى 11 يولية 1882 م .         
- قام الخديوي توفيق بإقالة أحمد عرابى فى 20 يوليه 1882م

موقف عرابى من الإحتلال الإنجليزى
- قرر الشعب المصرى بزعامة أحمد عرابى الدفاع عن البلاد .                          
-  لم يمتثل أحمد عرابي لقرار الخديوي واستمر فى التجهيز والاستعداد لمقاومة الإنجليز فى كفر الدوار .
- فشلت القوات البريطانية فى دخول البلاد عن  طريق كفر الدوار  بسبب شجاعة و استبسال القوات المصرية فى الدفاع عنها .
-   قامت القوات الإنجليزية بإحتلال قناة السويس فى أوائل أغسطس 1882 م  بأمر الخديوي توفيق.    
-   كما انتصروا على جيش عرابي فى معركة التل الكبير. فى 14 سبتمبر 1882 م .
- وتم نفى أحمد عرابي إلى جزيرة سيلان .                
- ثم احتل الإنجليز القاهرة 15 سبتمبر 1882 م .

السياسة البريطانية فى مصر
- اتبعت بريطانيا سياسة السيطرة على كل مرافق البلاد .    
-   أصبح المعتمد البريطانى ” كرومر“ هو الحاكم الفعلى للبلاد .          
- إلغاء بريطانيا المراقبة الثنائية ( الفرنسية  الإنجليزية) .  
-  التحكم فى أموال البلاد لصالح أصحاب البنوك الأوروبية .         
-  إلغاء الدستورالمصرى .           -
 تحويل البلاد إلى قاعدة لتزويد بريطانيا  بالقطن المصري و إهمال الصناعة المصرية .        
- فرض الضرائب الباهظة على المصريين . 
- قللت الإنفاق الحكومى خاصة على التعليم والصحة .    
-  جعلوا مصر تقوم  بدفع تعويضات لانجلترا مقابل الخسائر التى نتجت عن الحروب أثناء الاحتلال .
 
زعماء الثورة العرابية
كان مع أحمد عرابي زعامات وطنية أخرى أدوا معه دورهم الوطنى بنفس الإخلاص والجرأة والتضحية وهم  
 ( محمد عبيد و على الروبى  و  على بك فهمى و عبد العال حلمى   و الإمام محمد عبده )
- محمد عبيد  من ضباط الثورة ، أبلى بلاءً حسنا فى الصدام مع الإنجليز فى موقعة التل الكبير .
- على الروبى    زعيم وطنى لا يقل فى وطنيته عن أحمد عرابى فقد أنضم الى صفوف الثورة العرابية وصار من أشد زعماء الثورة حماساً و أكثرهم ثقة فى مصيرها .
- على بك فهمى     كان ضابط من ضباط الثورة العرابية وشارك فى أحداث الثورة و أبلى بلاءً حسنا فى الصدام مع الإنجليز فى موقعة التل الكبير ونى مع رفاقه الى جزيرة سيلان .
- عبد العال حلمى     كان شريكاً لأحمد عرابى وعلى فهمى منذ حادثة قصر النيل ونفى الى جزيرة سيلان بعد الاحتلال البريطانى لمصر وتوفى فى 19 مارس 1891م ودفن هناك .
- الشاعر محمود سامي البارودى    كان صديقا وطنيا للضباط المصريين، وكان يساند الحركة الوطنية ضد استبداد الخديوي والتدخل الاجنبى  , تولى مناصب وزارية قبل وبعد الأحتلال .
- الإمام محمد عبده    من زعماء الإصلاح حصل على الشهادة العالمية من الأزهر الشريف عام 1877 م , وقف بجانب الثورة العرابية واتخذ من صحيفة الوقائع المصرية منبراً لمناصرة الثورة العرابية , اتهم بالتأمر مع رجال الثورة وحكم عليه بالسجن ثم النفى لسوريا ثم غادرها الى أوربا. عفا عنه الخديوى توفيق وعاد الى مصر واسندت اليه وظيفة الإفتاء بالبلاد وتوفى سنة 1905 م .

أسباب فشل ثورة عرابي ( خاصة معركة التل الكبير )
1-   معارضة الدول الكبرى للحركة الوطنية.   2-  خيانة الخديوى ووقوفه مع الاحتلال.   3-  عدم تكافؤ القوى المتحاربة      4- خيانة بعض الضباط الذين ساعدوا الإنجليز على معرفة نقاط الضعف فى الجيش المصري.

ثانياً : مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية :
جهود مصطفى كامل
- تولى  زعامة الحركة الوطنية فى آواخر القرن التاسع عشر .
- وجه العديد من الكتب و المقالات للمصريين تدعوهم  لمواجهة الاحتلال ورفض وجوده و اقناعه أن الجلاء .
- كان يتصل بالقوى الوطنية  داخل مصر و القوى الدولية خارج مصر لمواجهة الاحتلال ومساندة الحركة الوطنية .
- حاول اجتذاب الخديوى عباس حلمى الثانى إلى صفوف الحركة الوطنية .
- استطاع أن يفضح مزاعم الاحتلال فى مصر عن طريق زيارته لدول أوروبا  أو دعوة أصدقاء له و أوروبيون لمصر .
-  فكانت حكومة فرنسا من أكبر المؤيديين للحركة الوطنية ، حتى عقدت الإتفاق الودى مع انجلترا عام 1904 م .
- أدى كفاح مصطفى كامل الى عزل اللورد كرومر عقب حادثة دنشواى عام 1906 م .
- توفى مصطفى كامل  عام 1908 م وخلفه فى الحزب الوطنى رفيقه فى الجهاد محمد فريد .
الإتفاق الودى : نص على إطلاق يد انجلترا فى مصر وفرنسا فى المغرب .
الجلاء : هو خروج القوات المحتلة من أراضى الدول التى احتلتها نهائياً .

ثالثاً : محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية :
محمد فريد
وضع محمد فريد برنامجاً لسياسة قومية , تحرك كافة القوى السياسية فى البلاد على أساس بحث المشاكل الداخلية و الخارجية ودعا الى  :
1) جلاء الاحتلال البريطانى عن مصر .
2) إنشاء مجلس نيابي .
3) تأسيس حكومة وطنية مستقلة .
4) إنشاء مدارس ليلية لتعليم العمال والفقراء مجانا .
5) إقامة نقابات للعمال وظهور الحركة التعاونية . وعندما بدأت السلطات الحاكمة فى مصر و السلطات الأجنبية التضييق عليه مد نشاط الحركة الوطنية إلى أوروبا
6) شارك فى العديد من المؤتمرات لبحث المشكلات المصرية السياسية و الاجتماعية و الأقتصادية و المناداة باستقلال مصر حتى توفى  فى 15  نوفمبر 1919 .