تساءلت دكتور عزة أحمد هيكل عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري القاهرة في بيان لها صباح اليوم .. متى يخرج علينا معالى رئيس الوزراء مصطفى مدبولى ليعلن عن قرارات حاسمة وصارمة تعيد للتعليم ما قبل الجامعى والجامعى وضعه ومكانته وخطته القادمة فى ضوء كل المتغيرات التى ضربت العالم والمجتمع.. فكما تصالحت الدولة مع مخالفات البناء وأراضى وضع اليد والبناء على الأراضى الزراعية وكانت لسطوة رجال المال والأعمال اليد الطولى حيث تم وقف الهدم وتحديد أسعار رمزية جدًا للتصالح مع كل المخالفات بما فيها الكومباوند والأبراج وكل حجر فاسد تم سرقته من مقدرات هذا الوطن وإذا كان للحجر أهمية فما بالنا بالتعليم وأطفال مصر الذين يتجاوز عددهم 20 مليونًا قابعون فى بيوتهم منذ مارس الماضى ومازال وزير التعليم يصر على أن موعد بدء الدراسة للمدارس الحكومية والخاصة فى 17 أكتوبر أى بعد تسعة أشهر من الضياع وعدم التعلم:
1- كيف يتم التفرقة العنصرية والطبقية بين هؤلاء الصغار والشباب الذين يلتحقون بالمدارس الدولية فى مصر وهى بأرقام تتعدى 100 ألف جنيه للطفل وأطفال الطبقة الوسطى والعاملة فى المدارس الحكومية والخاصة واللغات والتجريبية الذين سوف يضيع عليهم بقية العام الدراسى فهم فى البيوت والغرف المغلقة وحين يعودون فهو يومان فى المدرسة ؟ بينما أولاد الدولية طيلة أيام الأسبوع!! هل الكورونا تختار وتنتقى من لا يملك الأموال وتترك ولاد الناس الحلوة!! هل هذا تعليم وأين مبدأ تكافؤ الفرص وهو مبدأ دستورى وحق أصيل للمواطن فى أن يحصل الجميع على فرص متساوية فى التعليم.
2- لماذا يصر وزير التعليم على إلغاء اليوم الدراسى وتحويله إلى مجرد يومين فى فصل لإلقاء بعض الدروس مع إغفال ضرورة وأهمية الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية والتى هى جزء أصيل وحيوى من بناء وتكوين الشخصية المتوازنة ثم نلوم أطفالنا وشبابنا ونقول لماذا يتصرفون هكذا سواء بالتطرف أو السوقية والعنف وعدم احترام القيم والجمال والمبادئ فعندما تعود المدارس والدراسة فى جميع بلدان العالم بما فيها البلدان التى بها نسبة إصابة عالية لكن نسبة وفاة منخفضة من جراء الفيروس اللعين سواء فى فرنسا أو السويد أو هولندا أو ألمانيا وبريطانيا فإن هذا يؤكد على أن التعليم عن بعد أكذوبة لم تستطع أن تكون بديلًا للتعليم ما قبل الجامعى وأن دور المدرسة متكامل ما بين تعليم وتربية ونشأة ومجتمع صغير يتعلم فى الطفل سلوكًا وصراعًا وتنافسية ويلتقى معارف تكون وتشكل إنسان المستقبل لأى وطن وأى مجتمع.
3- إلغاء الكتاب المدرسى يضر بفكرة ومفهوم المعرفة المتجددة وأهمية المرجعية لأن التابلت لم ينجح مع الطلاب ولم يوفر المادة العلمية لأسباب متعددة منها وأهمها شبكة الاتصالات التى تعانى من بنية تحتية متهالكة وليس هناك أى تجديد أو استثمار جاد ولأن استعمال النت مكلف للأسر البسيطة ولأن الخدمة لا تصل إلى العديد من الأماكن وبالتالى فإن الدروس الخصوصية والكتاب الخارجى سوف ينتعشان ويوجد اليوم عمارات يتم تأجيرها فصولًا للدروس الخصوصية فى المناطق الشعبية وفى المحافظات والقرى... فهل نظل نطارد المدرسين ونعاملهم كمجرمى حرب يستحقون العقاب أم نفكر بمنطق إعادة تغيير جميع مناهج كليات التربية وتأهيل جاد وحقيقى للمدرس وتحسين أوضاعه المالية والوظيفية ليقوم بأهم وأجل وأعظم مهنة فى المجتمع ألا وهى بناء الفرد.
أخيرًا أسلوب التقييم ليس صح وغلط وإنما هو تقييم يعتمد على معايير تربوية وفكرية عن التذكر والتحليل والفهم والتعبير والإبداع والمنطق لذا فإن أساليب الامتحانات لن تكون جميعها إليكترونية وهذا المنهج لا يوجد فى أى منهج تعليمى متكامل.
وفي نهاية بيانها صباح اليوم أكدت دكتور عزة أحمد هيكل متى تتصالح الدولة مع المجتمع ونعيد بناء منظومة جديدة واقعية مستقبلية للتعليم.